Friday, May 25, 2007

Day 38: الجامعة العربية شعبة معسل

صدام كان قائد عظيم ، هو الوحيد اللي قدر يعمل عراق واحد مترابط ، غير إنجازاته العظيمة للشعب العراقي-
غير إنجازاته للإسلام : أعفى أي تاجر يبني مسجدا من الضريبة ، شيد العديد من المعاهد الإسلامية ، أمر بإغلاق الخمارات و أماكن اللهو في العراق ، غير إنه كان يخطب فينا فيقول : أيا أمة الإ
والست الحاجة أخبارها إيه دلوقت؟ مش كويسه الحمد لله؟-
هذا ليس باسلوب حضاري للمناقشة-
لا ألف لا بأس عليها والله -
أنا غلطان إني بحكيلك عن العراق ، بس إنت اللي سألت عن رأيي كعراقي في صدام-
إن شاء الله كباية لمون دافيه ، وتتكلفت و تكن النهارده تصحي الصبح زي الفل -

تبعد قرية سبالوجا حوالي 80 كيلومتر شمال الخرطوم ، و موقعها الجغرافي الفريد يجب أن يضيف لزائريها عمقا جديدا من الإيمانيات : و هو شكر الله على نعمة الأسفلت
دعانا الدكتور أحمد الشايب لرحلة برية نقضي فيها عطلة نهاية الاسبوع – الويك أند للي عارفين نفسهم- في هذا المكان الفريد
كنا خمسة سادسهم كلبهم – و الكلب ده ميركبش معايا العربيه لمؤخذه ، السكه طويله و ده لسه ضاربلو علبة بلوبيف واحنا واقفين- و انطلقنا في السادسة صباحا

سبالوجا قرية رائعة بجد ، أهلها طيبين طيبة تقلقك ، غير ملوثين بأي نوع من أنواع المدنية بمعنى الكلمة ، طبعا مفيش كهربا أساسا ، و بحكم موقعها على النيل فمافيش داعي لوجود شبكة صرف صحي ولا شبكة ميه ، الحاجه الوحيده اللي موجوده هي شبكة الصيد و رعي الغنم ، وطبعا الطريق ليها عبارة عن مدكات في الصحرا لدرجة إننا كان لازم ناخد معانا خضر كدليل علشان منتهش – إصحى يا عم خضر شكلنا دخلنا على أريتريا – مين دول يا عم ، إصحى يا زفت

الجميل في الموضوع إننا كنا من بلاد عربيه مختلفة:
الدكتور أحمد : العراق ، باسل : فلسطين/الأردن ، العلي: البحرين ، طارق: تونس، زياد : مصر و طبعا خضر الدليل : السودان
وتقريبا كلب باسل كان برضه مصري ، رغم إصراره أنه دبرمان بس أنا أكدتله إنه كلب بلدي من صقر قريش في المعادي
يعني باختصار كان ناقصنا عمرو موسى و شوية أعلام

قضينا يوم جميل جدا ما بين شوي و سمر و ضحك ونقاشات سياسية و دينية حادة جدا – العلي شيعي و باسل أحمر من القوطه و أحمد وقف على العربيه و أذن لصلاة الظهر و طارق علماني حتى نخاع اللي جنبه و انا و الكلب من أنصار المم للجميع
جمال عبدالناصر وصدام و الفتنه الكبرى و خيانة العرب و كفر تونس و عمالة مصر والأردن و جسم نانسي عجرم و اللحمة إتحرقت يا عرب
ضحكنا لغاية ما دمعنا ، رقصنا دبكه و غنينا ، شكر خاص للدكتور أحمد على أغنية حايرة ...... قال صدام عاش بطلا و مات شهيدا قال............... ده صوووت؟

شكرا بجد على الأجازة الرائعة دي و أكيد هنكررها قريب بس متبقاش تنسى ماشة الفحم و ابقى إقفل ترمس الشاي كويس وحياة أبوك
قائد عظيم يا داكتور البواسييييييييير؟

ملحوظة: خضر طلب مني أوطي الكاسيت واحنا راجعين
الخرطوم في تاريخه

Saturday, May 19, 2007

Day 32 :حقوق الانسان و الملتيكالتشريزم

أول إمبارح بعد الشغل رحت ندوة عن حقوق الإنسان كنت شفت إعلان صغير جدا عنها في المركز الثقافي البريطاني أول الاسبوع

الندوة كانت في مركز كوتو الثقافي في الخرطوم، و بصراحة انا مجتش عشان اسمع البقين المحفوظين اللي بيتقالوا في معظم ندوات حقوق الإنسان ، لأ جيت علشان أشوف مدى حدود طرح القضايا الساخنة في المجتمع السوداني الشقيق و الخاصه بنفس الموضوع، و اسلوب تناولها و النقاش فيها


أول ساعة و نص كانت الإسطمبا إياها

أولا: مين هوه الإنسان -

ثانيا: نبذة تاريخية تعريفية عن مواثيق و عهود حقوق الإنسان-

ثالثا : ما هي حقوقه كإنسان-

رابعا: ليه مش كسر حقه-


وياريت نلخص عشان القاعة مفتوحة-يعني أوبن اير لبتوع نادي هليوبوليس- و فاضلنا 3 دقايق و نبدأ نطأطأ زي حلة فشار في سينما راديو

القاعة كانت صغيرة و كنا مش كتير، يدوب مانكملش 100 راس ، لاحظت ان الناس كانو مقسمين بعضهم أربع أركان -يمكن بحكم إن كل شله جت مع بعض؟ مش عارف- بس كانو أربع أركان تقريبا : الركن الجنوبي و ركن دارفور و الركن العلماني و الركن الإسلامي و طبعا بحكم إني جيت لوحدي إضطريت أقعد في ركن الطفل


لما خلص الدكتور عمر كلمته فتح باب النقاش ، وبدأت الأسئلة التقليدية ييجي تلت ساعة كمان ، و بعدين يا جماعة؟؟


ما بدهاش بقى ، هات ياد الميكروفون ده


عندي سؤالين : واحد صغير إجابته كبيره و التاني كبير إجابته صغيره

هي حقوق الإنسان تعطى أم تأخذ؟-

في مجتمعات متعدد الثقافات - زي الوطن العربي- مفهوم حقوق الإنسان قد يختلف من ثقافة لثقافة و من عقيدة لعقيدة ، يعني مثلا في جنوب السودان فيه قبائل وثنية و في معتقدها إن من حقها تشرب الخمر حتى لو في وضح النهار، فهل كونهم مواطنين لبلد مسلم و إخضاعهم لأحكام الشريعة الإسلامية يعتبر تعدي على حقوقهم في ظل عهود حقوق الإنسان الدوليه؟ و شكرا


سكوت تام

هوه انا عديت الخط الاحمر ولا إيه؟؟ طب مش حد كان يزغدني و لا حاجة بدل مانا بخبط في الحلل كده...معلش أصلي لسه جديد في السودان و معرفش الحلل مكانها فين بالظبط


ومرة واحده ربنا فرجها و انهالت كمية الاسئلة المتعلقة بشكل مباشر بأوضاع السودان الحالية في ظل ملفي الجنوب و دارفور

صباحو قشطه


اجابات المنصه ، تعقيبات الحضور ، اختلافهم ، صدامهم ، دعاباتهم ....فعلا حاله جميلة جدا من التفاعل الرائع ، بجد مستوى هايل يدل على وعي عالي من الشباب السوداني المثقف بقضايا السودان و ابعاد مشكلته

أي نعم لغاية ما الندوة خلصت ما أخدتش إجابة واضحه على أسئلتي ، و يمكن ده علشان الحوار اتخذ عدة منعطفات مختلفة بعد كده ، يمكن علشان أسلوب الدكتور عمر الشيق جدا و الجديد في الرد بيخلي الكلام يجيب بعضه و يفتح مواضيع كتير ، وقعد الميكروفون يدور بين الأركان السته -بما فيهم المنصة و ركن الطفل طبعا- لغاية اخر الندوه بس استمتعت جدا

الواد اللي هناك ده شبه جون طحن


اتعرفت على ناس كتير من كل الاركان ، سعدت بلقاء الدكتور عمر جدا و لكن كالعادة مازالت معضلة معايير حقوق الانسان العالميه في ظل مجتمعات دينيه و طائفيه و ثقافية مختلفه كما هي بدون ردود منطقيه ترضي جميع الأطراف


ملحوظة: انا مكنتش هكتب النهارده عن الندوة دي ، كنت ناوي أكتب على موقف تاني خالص، بس قريت بوست هايل في مدونة زنزانة فكرني بالموضوع ده فكتبته


الخرطوم في تاريخه الساعة 2:21 فجرا و عندي اجتماع الصبح بدري

Tuesday, May 15, 2007

Day 28: شومباكا

معلقة سكر واحدة وحياتك يا جون
هوه الواد ده مش معبرني كده ليه؟؟

جون أماجيد هو عامل البوفيه للدور العلوي لمبنى الإدارة في مصنعنا ، شاب بشوش الوجه جدا ، يضحك معظم الوقت ، خدوم لأقصى درجه....مع كل الناس إلا أنا!!!! ليه الأسلوب الجاف ده يا عم جون؟

من يوم إستلامه للعمل من أسبوع و هو يتحاشاني تماما!!! يجلب الطلبات لجميع العاملين -من قبل حتى ما يطلبوا- إلا انا، فاضطر للقيام و عمل ما أريد بنفسي، على فكره انا بحب أعمل حاجتي بنفسي بس كان مجنني موقفه الغريب ده

حاولت اهزر معاه كام مرة ، بس على مين....لابس وش الجزمة على طول كل ما يشوفني

و جون من قرية صغيرة تقع جنوب غرب مدينة مالاكال في جنوب السودان، من قبيلة النوير ذات الأصول الأفريقية ، و يتحدث العربية الركيكة جدا بطريقة كوميديه رائعة

تجرأت اليوم فذهبت له في البوفيه، أن أن أاااااااااه
مالك يا عم جون؟ مش طايقني ليه؟ انا عملتلك حاجه زعلتك؟

الواد ده بيبرطم بيقول ايه؟؟ يعني ايه شومباكا؟؟ يعني ايه شومباكا؟؟ انت ولد قليل الأدب على فكره، و مش انا اللي يتقالي شومباكا، ميغركش البدله و الكلام الفارغ ده ، انا من حواري اسكندريه ، و شومباكا ده أرميك منه و انشرك عليه انت و اللي....صباح الخير يا زياد.......انقذك مني بس الأستاذ عمر، لينا كلام تاني يا عم جون و خاف على نفسك بقى و ابقى اقفل عليك الشومباكا كويس بالليل
صباح النور يا عمر باشا ازيك-
مالك؟-
لا ما فيش، الواد جون ده من ساعة ما استلم الشغل و هوه مش طايقني معرفش ليه-
عمر ضاحكا: معلش أصل ليه ابن عم كان من اللي ماتو في ميدان مصطفى محمود من سنتين، فاكر موضوع الاجئين السودانيين و المفوضيه و القصة دي
اه طبعا فاكرها ، و على فكره انا كنت وقتها في السعودية و فاكر كويس جدا اني اتصلت بأختي في مصر و قلتلها بالحرف الوحد: انا فعلا خجلان إني مصري النهارده
يا عم مفيش مشكله، الموضوع مفهوم و خلاص خلص من زمان، واحنا طول عمرنا هنفضل شعب واحد-

بقى كده يا عم جون؟؟ قافش عليا علشان حكومتي عملت حاجه غلط انا برفضها؟؟ ليه كده؟ طب ناقشني بموضوعيه!! طب واجهني!! أي حاجة بدل قلت القيمه دي

ما بدهاش بقى، دخلت لجون وفتحت معاه الموضوع كده خبط لزق ، و تقريبا كان لازم افتح الموضوع لزق بس ، الظاهر حكاية الخبط دي معجبتوش قوي

فيه ايه يا عم جون، ايه النظره دي؟؟ انت جالك كرشة نفس ولا إيه؟ افتحلك الشومباكا يجيب طراوة؟؟ فيه ايه يا عم؟؟ انت هتتحول ولا ايه؟؟

قعدت ييجي نص ساعة أفهم جون أن اللي حصل ده ملهوش أي علاقة بمشاعر و موقف الشعب المصري تجاه الأخوة السودانيين شمالا و جنوبا، و اننا بنحبهم بجد و ان حتى فيه ناس كتير عملت مظاهرات و احتجاجات على المهزلة دي ، و انهم ضموا خامسة على سادته وبعدين رجعوها تاني و انهم بيخططوا ان لو شالوا قالضو مش هيحطوا شاهين و هيحطوا ابن قالضو ، و ان شاهين لو اعترض او عبر عن رأيه هياخد بالجزمه - مش عارف ليه انشكح قوي كده من موضوع قالضو ده؟؟ يمكن قالضو ليه أصول أفريقيه ولا حاجة؟ المهم اقتنع في الاخر

والله مروح النهارده وانا سعيد جدا ان جون خلاص مش زعلان مني ، و اني قدرت اغير فكرة شخص و احد عن مصر، ، خلينا كده ننضف وراكو على طول، زروط الدنيا ولا يهمك يا باشا فيه خمسه و سبعين مليون واحد يلم الزروطه وراك

رايح النهارده المركز الثقافي الفرنسي، عاملين حفله لإحياء ذكرى بوب مارلي ،نو ومان نو كرااي ، نونونو وومان ، نو ومان نو كررااي يا لعبك يا بوب، و نو ووومااان ،،، صلي ...صلي.......صلي

ما تحاسب يا عم و انت سايق، ايه التهور ده؟؟ اما انك راجل شومباكا صحيح





ملحوظة: شومباكا طلع معناها شاي




الخرطوم في تاريخه مع كوباية شومباكا كشري من بتاع زمان ، و نووو وماااان




Thursday, May 10, 2007

Day 23: فليسقط سلسيوس و نظامه المئوي

منذ بضعة أيام كنت في نقاش حاد و صديق سوداني حول موضوع شبه حساس و هو: لماذا يلصق العرب عامة و المصريون خاصة صفة الكسل بالشعب السوداني ظلما و بهتانا؟
كانت حجتي.. التجربة العملية و كيف أن عامل الوقت لا وجود له في معادلات التعامل على كافة المستويات، ابتداء بالمعاملات الشخصية و انتهاء بالمعاملات التجارية، و كيف أن مفهوم مبادئ خدمة العملاء يحتاج إلى إعادة صياغة في ظل غياب هذا العامل من قاموس مقدم الخدمة و العميل على حد سواء
.و كانت حجته بل و جميع ردوده خلال المناقشة جملة واحدة فقط : العامل المناخي للمنطقة
أثارني رده، فقتلت الموضوع بحثا...ابتداء بمن نزلت فيهم الآية 81 من سورة التوبة لتخلفهم عن غزوة تبوك ، مرورا بالعديد من الدراسات الحديثة عن الموقع الجغرافي و المناخ كعاملين مؤثرين في كتابة التاريخ و انتهاء بالطفرة الخليجية المشرفة و التي لولا النفط و القدرة المالية في التغلب على المناخ لما قامت لها قائمة
و توصلت لنتيجة واحدة
فليسقط المقياس المئوي لسلسيوس ، بل فلتسقط جميع المقاييس المستخدمة لقياس الحرارة كالفهرنهيتي و كالفن و الغير مستخدمة كرانكين و رايمور، فقد أغفلت جميعها البعد الإنساني للقياس ، فهي تصلح للمعمل و المختبرات و التجارب العلمية و لكن أثبتت فشلها كجزء من حياتنا اليومية في الصحف و النشرات الجوية
في رأيي أن 22 مئوية و 64 فهرنهيت تعني هراء، لذا يلجأ مذيعونا الكرام لاستخدام مصطلحات مثل: مائل للبرودة ليلا....الخ
و لاحظ أن حالة الجو يختلف مسماها كل خمس درجات مئوية تقريبا، فعلى سبيل المثال يعتبر من 22 مئوية إلى 27 مئوية معتدل و من 27-32 حار أما من 32-37 فيعتبر شديد الحرارة
و من 37-42 تتخذ درجات الحرارة بعدا جديدا تفقد فيه الأرقام مدلولها الإنساني فليس من العدل تصنيفها شديدة الحرارة أيضا!! في رأيي يجب تسمية هذه المنزلة بمنزلة الفرن البلدي
.
أما حالة ما بعد ال 42 مئوية فإن لكل درجة مئوية منزلة و حالة مستقلة بذاتها و هي 8 درجات ب 8 منازل وصولا إلى درجة ال 50 مئوية، و في تصوري يجب تصنيفها كالتالي
.
حالة ال 43 مئوية : الأنتخة: و فيها يضطر الفرد اضطرارا بتقليص نشاطاته لتنظيم عملية حرق السعرات الحرارية و إطلاق الطاقة، للوصول إلى مستوى 1 سعر في الأسبوع إن أمكن و يسمى الفرد في هذه الحالة بالأنتوخ المضطر

حالة ال 44 مئوية : التفخيد : و هي حالة متقدمة من الأنتخة و فيها يلزم الفرد إلزاما بأن يكون جانب فخذه – أعلى الساق- ملاصقا للأرض طوال الوقت و له مطلق الحرية في ممارسة جميع نشاطاته التي لا تتعارض ووضع التفخيد و اللغة المستخدمة في حالة التفخيد عادة ما تقترن بالمشيئة و التسويف

حالة ال 45 مئوية : الفرهدة: و هي حالة متقدمة من التفخيد يضطر الفرد فيها لإلصاق ظهره بالأرض عوضا عن فخذه مع فرد اليدين و فتح الرجلين في وضع أشبه بحرف الإكس اللاتيني أو حرف الحاء التيني و تنحصر الكلمات المتاحة في هذه الحالة في حرف الحاءالتيني- المصاحب أحيانا لحرفي الألف و التاء المربوطة

حالة ال 46 مئوية : الفرفرة : و فيها تنتفض و ترتعش جميع أطراف الفرد مع النظر لأسفل و إهتزاز الرأس يمينا و يسارا بسرعة مع إصدار صيحات متقطعة سريعة تتكون معظمها من حرف الهاء مع مدها كل 45 ثانية و تعتبر حالة الفرفرة في حد ذاتها النشاط الوحيد المتاح في هذه الحالة

حالة ال 47 مئوية : التنوير: و هي قريبة من حالة النيرفانا المعروفة لكهان التبت و فيها يدخل الفرد حالة من السبات و الصلح مع النفس و تعرف هذه الحالة أيضا بمنظور الناقة، و فيها يجلس الفرد كيفما شاء أينما شاء وقتما شاء على أن يكون منور القاعدة و هي قمة حالة التنوير، يتخطى الفرد مرحلة التعبير بالكلام في هذه الحالة و ترتقي أساليب اتصاله و تعبيره إلى درجة الابتسامة مع الرعشة الخفيفة في الجفن الأيمن

حالة ال 48 مئوية : التسقيع: يلجأ الفرد في هذه الحالة إلى عملية فسيولوجية معقدة- لا يضاهيها تعقيدا إلا عملية الإخصاب للخرتيت التنزاني- هي عملية التبريد الذاتي و المسماة بالتسقيع ، و النشاطات المتاحة في هذه الحالة تنحصر في التسقيع العام ، أما الكلمات المتاحة للتعبير فتنحصر في: عينيه حاضر أو انت بس تأمر

حالة ال 49 مئوية : التفويت : و تكون حالة عميقة جدا من التنوير مع طبقات كثيفة من حالات التسقيع تأهل الفرد لحالة تنوير مستديمة حتى و إن ذهب بعدها إلى سيبريا أو الاسكيمو، و هي من أعذب و أجمل حالات الفرد، و له مطلق الحرية في مزاولة أي نشاط يرغب فيه بعدها ، و غالبا ما تكون المخاطبة في هذه الحالة بجمع المخنث السالم ، الله يسلمك ، ملحوظة : قد يصاحب حالة التفويت للمبتدئين خروج طفيف للروح أو طلوع جزئي للملة
.
حالة ال 50 مئوية فما فوقها: الهوبـــــــــا : بينما تقوم مبادئ العلمانية على فصل الدين عن الدولة، تقوم حالة الهوبا على فصل الشيي عن الحاا و إحلال الهس محلهما ، و اللغة المستخدمة عادة ما تكون من قسم ضمير الغائب و المصاحبة في الغالب بذكر المحاسن ، أما النشاطات المتاحة في هذه الحالة فتعتمد اعتماد كلي على أعمال الفرد في فترة ما قبل الهوبا
.
ملحوظة: درجة الحرارة اليوم كانت ما بين التنوير و التسقيع على التوازي و صلي على اللي هيشفع فيك

الخرطوم ، رف التلاجة اللي فوق، في تاريخة

Saturday, May 5, 2007

Just a reminder

Reminder : kill Emad when you see him

Wednesday, May 2, 2007

Day 19: بس هشربها


دواوين و دواوين فعلا مش هتكفي اللي شفته في الكام يوم اللي فاتو، شعب إجتماعي و عشري جدا، اتعرفت على نص السودان تقريبا في الفترة الصغيرة دي، من أول وزير الثقافة و وزير التجارة حتى الست حنان بتاعت عشة الخرفان في سوق الناقة ، و سوق الناقة يعتبرجزء متطرف من سوق ليبيا الكبير و شديد الإزدحام في أم درمان هبقى اكتب عنه بوست كامل بعدين


فعلا استمتعت كتير جدا، ما كانش فيه وقت كتير فاضي بحكم كمية الشغل المرعبة اللي كانت مستنياني علشان المصنع الجديد بس برضه كنت باستخسر انام و كنت بخلص شغل و انزل الف لغاية لما الناس تصحيني في الشوارع
اسكن الان في منطقة الرياض اركويد بالخرطوم، و تعتبر المنطقة من أرقى أماكن العاصمة المثلثة و لكن اللي يمشي على البلد هيمشي عليك انت كمان طبعا، يعني مثلا


صباح الخير يا استاذ زياد ، قالها عماد بابتسامته المعهودة-
صباح الطين البني على الصبح
ضاحكا: ليه كده بس -
من ابسط حقوق المواطن انه يستحمه على الصبح، الميه لونها بني يابني، بني!!!! ما انا سايبها امبارح بالليل كويسه
معلش أصل في تصليحات في الخزان-
و الحل يا عماد؟-
يضحك
أعمل إيه انا بالضحك ده؟-
يضحك
للعلم ، الضحك بالنسبة للشعب السوداني في بعض الأحيان يعتبر إجابة بليغة و كافيه جدا، و في المدة القصيرة التى قضيتها هناحتى الان تعلمت القليل جدا من لغة الضحك، أعتقد أن رد عماد كان: جرى إيه يا عم النضيف عالصبح، انت هتقرفنا ليه، ما انت نازل المصنع كمان نص ساعة و علبال ما توصل للعربيه هتكون عرقتلك اتنين لتر و ابقى سلملي على البادي سبراي يا حبيبي
قلما يمر يوما هنا بدون انقطاع كهربائي أو مشاكل في المياه، بس انا عندي مبدأ في الحياة لن أحيد عنه أبدا
و قلته لجماعة مصريين قابلتهم هنا و زعلو مني!!! مش عارف ليه
من أول ما اتعرفت عليهم وهما هاتك يا شكاوي،،أصل الميه أصل الكهربا،، أصل الجو،،أصل مافيش ولا مول!!!!وكان قاعد معانا شاب سوداني كان باين عليه الإحراج و الإنزعاج من اللي بيقولوه، فقلتلهم: يا جماعه الموضوع بسيط جدا، اللي مش عجباه البلد، يمشي، و اللي مش قادر يقعد في البلد باحترام يبقى أحسنله يمشي،،،إيه بقى العيب في اللي قلته؟ زعلو مني جدا
هبقى أصالحهم لما أشوفهم تاني
تحديث >>لما رجعت البيت علشان اكتب البوست ده، أول ما دخلت من باب الفيلا لقيت عماد بيضحك!!!! الظاهر مش هستحمى
كورنيش النيل الأبيض -20/4/2007 الساعة حبه كويسين كده باليل

Tuesday, May 1, 2007

Day 18:العملاق الأسمر

هو مدير قسم التعبئه في المصنع ، رجل سوداني بسيط
لم أره يوما إلا مبتسما ، و لكن حقا، من هذا الرجل؟؟
كنت في رحلة عمل إلى مصنعنا في الأردن لمدة أربعة أيام، مررت بالقاهرة في ذهابي ومرة أخرى في إيابي،،، إستمتعت جدا في مدينة عمان هذه المرة، كانت زيارة سريعة جدا و لكني إستمتعت بها جدا،، فقد قضيت في هذه المدينة عام و نصف من أغرب مراحل حياتي

إلتقيت بجميع أصدقائي هناك،، ذهبنا إلى جميع أماكني المفضلة و المليئة بالذكريات،،،،،و بالطبع أتممت عملي الذي جئت لأجله

أثناء تواجدي في عمان رأيت على قناة الجزيرة خبر لم يعر له معظم المشاهدون اهتمام، هبوب عواصف رمليه على الخرطوم لم تشهدها البلاد منذ سنوات

وصلت مطار الخرطوم فجر اليوم- أي اليوم التالي للعاصفة الرملية- قادما من عمان عن طريق القاهرة، كان عماد في انتظاري، تحدثنا في الطريق إلى المنزل عن سفرتي و حدثني عن العاصفة الرملية و كم كانت عنيفة و قاسية،،،، لأربع ساعات كانت الخرطوم في حالة شلل تام، سرعة الرياح كانت مخيفة، أظلمت الدنيا تماما من الأتربة، كان يتكلم بإنفعال حتى وجدت نفسي لا إراديا أنظر إلى السماء للتأكد من صفائها

تعرف (.....) ؟ سألني عماد-

أه طبعا ، مش مدير قسم التعبئة؟-
كان ولادو الصغار-ولدين أكبرهم عشرة سنين- راجعين من درس المسجد القريب لما هبت العاصفة فجأة-،راحت الرياح مع صعوبة الرؤية خلتهم يقعو في بير ميه جديد قدام بيت في الحته عمقه 15 متر

لا حول ولا قوة إلا بالله ، و حصلهم إيه يا عماد؟-

الصغير توفى و التاني رجله اتكسرت-

انا لله و انا اليه راجعون ، ربنا يصبر أهله-

ذهبت الى المنزل للإستحمام و تغيير ملابسي و اتجهت الى المصنع، و بعد يوم عمل شاق، اتفقنا على الذهاب إلى (....) لتقديم واجب العزاء

كان العزاء بسيطا بعكس الخزعبلات المصرية التي تربينا عليها، كان عبارة عن فرش من حصير أمام باب البيت و مجموعة من الكراسي البلاستيكية، و لا مقرئ ولا شادر ولا قهوة و أهم حاجة لا ميكروفونات من اللي تحس إنهم معلقينها بس علشان يغيظوك

قام من مجلسه، ليتلقى العزاء عند وصولنا،،،،،،،،نعم كان مبتسما،،،،،،،مبتسما!!!!!!!!!!! ،،،،،،،،،،عانقته،، فقال لي : حمدلله على السلامه انت رجعت من السفر امتى!!!!!! أهي الصدمة؟

البقاء لله، شد حيلك

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي رزقني إياه ، و لكل أجل كتاب

قالها بشموخ وبصلابة، و شعرت أن معنى كلمة صبر تحتاج إلى إعادة صياغة في كل قواميس حياتي

جلسنا و لم أعرف ماذا أقول، فصمت، و تكلم هو،،،،،تكلم عن الحياة و النعم، عن الموت و لقاء الله بقلب سليم،،،،،و الإبتسامة لا تفارق شفتيه،،وإن كانت هناك علامات إنكسار تحاول الوصول إلى وجهه،،و لكن سرعان ما تتكسر و تتحطم و تتلاشى تحت صلابة تلك الإبتسامة الهادئة،،،،،،،،من هذا الرجل؟؟؟ من هذا العملاق؟؟؟

رحم الله ابنك البار و الحقك به في الجنة إن شاء الله

ملحوظة: الصور دي بعتهالي مدير المصنع على الإيميل لإني ما كنتش في الخرطوم يوم العاصفة

الخرطوم في تاريخه