Monday, August 27, 2007

Day 132:THE SHOW MUST GO ON......

التمساح الرهيب: ج2

الساعة السابعة، للتوضيح ليست السابعة مساء و لكن سابع ساعة في الرحلة:

بقولك إيه يا عم عوكش، مشفتش موبايل الواد جمال؟؟ اتصل بيا من تليفون السواق اللي معاه، شكله ضيعه و خايف يكون نسيه في العربيه هنا، انا دورت عليه بس مش لاقيه
لا ما فيشه
فيشه ايه عم هو تليفون كهربا؟

أكمل تفتيش تحت الكراسي و بين الشنط، و بحركة لا إرادية – غبية جدا- رحت فاتح تابلوه العربية عشان أدور فيه، أول ما اتفتح راحت كل الحاجات اللي جواه متبعتره في الأرض، أكياس أعشابه السحرية ، ورق كتير ، شرايط كاسيت و تليفون محمول
مسكت التليفون و بصيت لعوكش عشان أسأله عن التليفون ده
تتلاقى أعيننا بنظرة تحمل في طياتها و على كتفيها و فوق راسها و تحت إبطها الكثير من المشاعر المتناقضة
أحملق فيه بإزبهلال ، فيحملق باستهبال ، أتفحصه بإشمئناط ، لينظر في أم عيني بإستعباط
و فجأة و بسرعة و خفة لا تتناسب مع حجمه راح خاطف الموبيل من ايدي و طوحه على طول إيده من الشباك اللي جنبه و راح باصص قدامه مكمل سواقه ولا كإن حاجة حصلت
و بسرعة البرق و كردة فعل – طبيعية جدا- و حكمة بالغة و بصيرة عميقة رحت موطي ماسك أكياس العرقسوس الناشف اللي بيضربه كل شوية و مطوحها من الشباك اللي جنبي و باصص قدامي، و بطرف عيني طبعا بحاول أحتويه في مجال بصري ، و الندم يعتصرني على حكمتي الزائدة، يا رب ميكونش اخد باله ، يا رب يا رب
اايييييييييييييئءء ، راح مفرمل مرة واحدة فرمله عمقت العلاقة بين وشي و بين البربريز اللي قدامي

إيه يا عم ، هو أنا موصوف لوشي يلبس في البربريز خمس مرات في الشهر ولا إيه؟ الراجل ده تقريبا ليه قريب بسنم في الخرطوم

أوعى يغرك جسمك يا أستاذ عوكش، الأعشاب بتروح و تيجي و ما يبقى الا المعروف و الكلمة الحلوة، ثم ان جمال كان لازم يغير الموبايل ده أساسا و يجيب حمام زاجل
يصرخ صرخة عجيبة لم ينقصها سوى طبول الحرب و شخاليل الضرب
بحركة غريزية اطلق ليدي العنان من خلفي تتحسس طريقها بحثا عن أية أداة حادة، و يالقسوة الحياة و سخرية القدر، عمرك ما تلاقي دبابة لما تحتاج واحدة ، أتصفح الأفق من حولي بعيون وجداني بحثا عن باقي السرب المرافق لنا، ولا اثر حتى لخنفسة بتتمشى قريب مننا
يتعالى صياحة باللغة الهضربكية (من الضرب يعني) الواضحة مع بعض مفردات اللغة الهطلع ديكية(من الضرب برضه عشان منظري) المعروفة
انت تقريبا بتشتم مش كده؟ معلش انت بس منفعل دلوقت، بس برضه مهما كان مش لدرجة انك تقولي سوتا يعني، الانسان كرامة برضه، ثم ان سوتا واطي خالص و مفتحش بقه، انت اللي سوتا عالي و قاعد تزعق
ينزل مفتشا عن كنزه، و تركب الأفكار الحمقاء محله
اخد العربية و اجري؟؟ اتصل بالواد الديب – غدنفر الشلة- في أمريكا و أقوله ييجي بسرعة؟؟ الحق ابطل سجاير و العب شوية رياضه لغاية اما يرجع عشان أضربه؟؟ ماذا تفعل لو كنت مكاني؟؟
اتصلت بأحد الزملاء في سيارة أخرى و أخبرته سريعا بالوضع ، فسألني أسخف أسئلة التاريخ على الإطلاق، انت فين دلوقت؟؟
نعم يا حبيبي؟؟؟؟ احنا فين؟؟ قدام ماكدونالدز يا روش اخواتك،، في الصحرا يا عم، معرفش وراكو ولا قدامكم انا مشفتكمش من كام ساعة كده
يعود عوكش حاملا كنزه العشبي و يرمقني بنظرة التمساح الرهيب الجزء الخامس لما البطل بيموت ضربا بالجزمة، و انا مازلت واضعا هاتفي على أذني و لكن بدون كلام
يحشو غليونه الخشبي العجيب بأعشابه و يأخذ نفسا عميقا
انتو فين يا محمد دلوقت بالظبط؟؟ اه انتو شايفيني خلاص؟؟
لأ ما شايفينك، انتا وين؟؟
، اه اه شايفيني ؟ طب كويس احنا مستنينكم ، على أساس ان عوكش يفهم انهم قريبين يمكن يرتجع
يناولني الغليون مبتسما ابتسامة التمساح الرهيب الجزء السادس لما التمساح بيسطعبط يا إما اتسطل و طلبت معاه دماغ حب
اتناول الغليون بهدوء و ابتسم ابتسامة الرصاصة لا تزال في جيبه و انا شايفها الجزء الأول، فيغلق باب السيارة و ينطلق
أعمل ايه انا في الهبابة اللي في ايدي دي؟ اناوله اياها بابتسام ، مساء الخيييييييييييير
أطول نصف ساعة في حياتي في الجنوب، لغاية لما لقينا سيارة محمد ورانا ، وقفنا ، و أقنعت محمد ان خلاص الموقف خلص و يفضل ماشي ورانا بس

الأبيض من أجمل المدن السودانية التى زرتها ، طبيعة ساحرة، خضرة و جو ووجه حسن، بجد مدينة تستحق الزيارة
خلصنا المهمة اللي جينا عشانها و زرنا الكثير من القرى المحيطة بالأبيض و قضينا الليلة في منزل عائلة محمد في الأبيض ، وراح عوكش لحال سبيله بعد شوية مشاكل على موضوع الموبيل
فققرت انا و جمال العودة للخرطوم بالطائرة في صباح اليوم التالي، و قد كان

يا صباح الميكروباصات على الطيارة السبعة راكب دي
طائرة صغيرة جدا جدا، في الغالب صنعها واحد من الأخوين رايت من ورا أخوه، يعني تعتبر من الرعيل الأول للحديد الطائر، تعمل بالبنزين و قوة العمر واحد و الرب واحد
ندخل الطائرة و نبتسم للركاب كأننا فريق واحد يواجه المصير ذاته، و يركب بعدنا بدقائق شاب وسيم ممشوق القوام يلبس لباس رياضة – تريننج – أزرق فيوزع ابتساماته فنبادله الابتسام، و ياخي صيحة غضب مصرية عريقة، انت رايح فين يا كابتشن؟؟؟ الحق يا عم ده طلع الطيار، انت يا عم انت ايه ألم لك الأجرة ولا إيه؟؟
كانت رحلة جوية عجيبة فعلا و تجربة ذاتية أعجب، و اكتشفت الكثير مما كنت أجهله عن نفسي و عن النفس البشرية و كيف أن الشخص البالغ العاقل قد يتحول الى كائن وحيد الخلية- وظيفتها التكور على النفس و تلاوة كل ما تحفظ من القران بسرعة خمس سور في الدقيقة- في بعض المواقف

وصلنا بالسلامة، و شكرت السائق أقصد الطيار و اتجهت لمنزلي
كانت هذه اخر رحلاتي الداخلية في السودان و بعدها انشغلت بالكثير و الغريب من الأمور، حتى كتابة هذه السطور

تزامن تواجدي التدويني بتواجدي الجنوبي ، فصار كلاهما شمس الضحى للثاني على رأي اخوانا الهاشميين
و بغروب الثانية تموت الأولى

هيوحشني حضن الجنوب ، و هتوحشوني كلكم، و هيوحشني التدوين
تحياتي و حبي و احترامي للجميع
و السلام ختـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــام
ملحوظة: وداعا أصدقائي

Wednesday, August 22, 2007

Day 127: التمساح الرهيب

ده احنا لو رايحين الصين بتوك توك كان زمانا و صلنا.............فيه إيه يا عم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بقالنا ست ساعات ماشيين في الصحرا في علبة البلوبيف ذات الدفع الرباعي دي لما عصعوصي بدأ يتصفح الوسيط بيدور على مؤخرة ايجار جديد عشان يعزل
ماتشوفلنا أي صيدلية هنا ولا هنا، ولا حتى عدي بينا على أي قبيلة يكون فيها ساحر شاطر تخصص عصاعيص

ها؟

عوكش أو ايكي اوكاشا -زي ما هو مصر يسمي نفسه -من أقاصي جنوب تشاد ، مدخن شره، عريض المناكب كلها، غليظ الشفاه و الشخصية و الأطراف ، إدراكه للحياة و ما حوله مأخر ربع ساعة تقريبا عن الواقع، تعلم اللغة العربية على يد سيفون بايظ فتلاقي معظم كلماته العربية لا تخلو من رشتين ميه مع صوت صفير متصل في الخلفية، يدخن نوع عجيب من المخدرات الطازجة –على حد تعبيره- و الغير معروفة إلا لسحرة قبائل الركتك و سلاحف النينجا
في صراع مستمر مع دبان وشه و مع وشه شخصيا لما بيقفش
مقرف الطباع و السلوك، طريقته في التعامل مع الاخرين تشعرك انه نتاج علاقة غير شرعية بين الدغف البحري و أنثى السلمندر الجبلي ، يجيد تقمص شخصية برميل طرشي بيتدألج على السلم ببراعة منقطعة النظير عند تعامله مع الآخر، و لكنه سائق محنك جدا و يحفظ مسالك و مدكات صحراء غرب السودان عن ظهر دزمة

ألا صحيح ايكي اوكاشا دي هواية ولا اسمك بجد؟
طب متقول لجدك اوكاشا الكبير يعملكو مسلسل ليالي الحلمية؟؟
>على أساس أسامة أنور اوكاشا و كده<
مش فيه حلمية برضه في تشاد عندكم؟
مفيش الظاهر
ابقو اعملوها العصاري بلاش ليالي دي لو زعلتك
طب بص وقفني عند الشجرة اللي هناك دي

توكا؟

لأ توكا إيه فى الصحرا دي، حاضرهنبقى نشوفلك أي خردواتي لما نوصل
يابني اقف عند الزفته دي قلنا، مزنوق يا عم الشجرة انت، و بعدين قلتلك ميت مرة تقفل بقك بعد ما الكلام يخلص، انت ايه يابني فاتحه 24 ساعة؟ طب اتكلم معاك يوم جمعة احسن ولا بتقفل امتى انت؟

مدينة الأبيض ، و ما أدراك ما الأبيض
انطلقنا في قافلة صغيرة مكونة من سيارة نقل كبيرة و 3 سيارات ذات دفع رباعي، و كانت قرعتي مع التمساح الرهيب عوكش كما أطلقت عليه و الذي أصر على أخذ حسابه كاملا قبل التحرك بما فيها الأجرة الإضافية لتوقعه هطول أمطار غزيرة في الطريق، كان معنا في أول الطريق جمال ابو الدهب اللبناني الأصل الإنجليزي الانتماء و لكنه فضل الركوب في سيارة النقل على الإستمرار مع عوكش
بريتا مانجانو
خلاص يابني نزل يا حبيبي، غار من وش امك العكر خالص
امي؟
لا العفو ، و انا اقدر برضه؟ ده حتى شركة باتا تزعل مني

الساعة الأولى:
نقاش مع جمال في السياسة و الدين و الحريات و الأقليات بشكل عام و العرقية منها بشكل خاص، يتخللها مداخلات من عوكش بعربية تجلس القرفصاء و لهجة قد تكون معروفة لموظفي ناسا
شاب هادئ الطباع مثقف جدا – جمال طبعا- لولا الثقافة الغربية المبالغ فيها و التي تعلن عن نفسها بمناسبة و غير مناسبة، و رغم هذا لم يتحمل كلام عوكش عن الأقليات و كيف أن العبيد لازم تموت هوهوهوهوهو و الشيطان الأبيض لازم يسلخ هي هي هي هي هي
و انت حضرتك بتشجع الترسنة ولا ايه؟

الساعة الثانية: قرأت رائعة إرنست همنجواي لمن تدق الأجراس، تخللها غناء فاحش من عوكش و حفلة بصاق من النافذة و نبذة تعريفية عن قبيلته و كيف أنهم حكموا العالم مليون سنة
هما حزب وطني ولا إيه يا عم عوكش

الساعة الثالثة: تفكير عميق و تأمل في ملكوت الخالق
انتا من وييين؟
شششششششششششش
انتا انتا منوييين انتااا؟؟
اسكندرية
هههههههههههه وين دي؟؟ جزائر؟
اه في ضهر ديدي بتاع القصب، و ديدي واااه ديدي
يضحك ضحكة التمساح الرهيب الجزء التالت
شششششششششششششش خلاص

الساعة الرابعة و معظم الخامسة : نوم في الكنبة الخلفية
و هقوم أديك بالجزمة بجد لو ماسكتش

الساعة السادسة: بدأت في قراءة رواية العمة أخت الرجال لأحمد خنيجر، و انا مستلقي على شبكة الأمتعة المثبته على سقف السيارة، جو بديع و هواء منعش و صوته برضه واصلني الواااطي

يتـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع

ملحوظة: أحداث هذه الرحلة كانت منذ أسابيع و لكن لظروف خاصة لم تنشر
عوكش مصر أن اسمه ايكي اوكاشا

Friday, July 13, 2007

Day 87: حصدت جوائز......و أرواح



عند الحائط الشرقي لقاعة (ماي أفريكا) للمعارض كان لقائي الأول ببيتر كولي، ممثل الملحق الثقافي لسفارة جنوب إفريقيا لوضع الخطوط العريضة لمعرض المصور العالمي كيفن كارتر
لم أكن لأعلم بأنني سأجلس بعيون متحجرة مستندا بظهري على ذات الحائط بعد هذا اللقاء بأكثر من شهرين في ليلة بللها المطر، والدموع

كان المعرض برعاية السفارة الجنوب أفريقية بالتنسيق مع كل من مؤسسة قلب أفريقيا و جمعية خبز و كتاب لصالح أطفال الحروب الأهلية في القارة السمراء، و لأسباب فنية تم تأجيل المعرض مرات عدة ، إلى أن رأى النور اليوم.

قمت بالاتصال بكيشا – مسئولة جمع التبرعات للجمعية – قرابة الساعة التاسعة و النصف من مساء اليوم للاطمئنان على مدى تفاعل الزوار ، فأخبرتني بلهجتها الكينية المميزة أن حصيلة التبرعات فاقت كل التوقعات حتى الآن و أن المعرض قد لاقى نجاحا لم تشهده الجمعية منذ تأسيسها في تسعينيات القرن الماضي، فاتفقنا على أن أمر لاصطحابها لمنزلها في العاشرة من أمام مدخل القاعة لسوء الأحوال الجوية و غزارة الأمطار، و لأسباب تقنية اصطحبت معي سائق هذه المرة.

لم أجد كيشا في انتظاري كما اتفقنا ، حاولت الاتصال بهاتفها المحمول و لكن ما من مجيب

دخلت مفتشا عنها، علها اتخذت قاعة المعارض حصنا لها من العاصفة الرعدية العنيفة التي كانت قد بدأت

في الداخل كانت تجلس وحيدة على كرسي خشبي صغير في منتصف القاعة ، محدقة في الصورة المعلقة بعناية وسط الحائط الغربي، واضعة يدها اليمنى على فمها ، تتمايل بجسدها تمايلا بطيئا رتيبا كجندول الساعة ذكرني بدراويش السيدة نفيسة
كانت تتمتم بكلمات إفريقية بلحن عجيب يتناغم و تمايلها الرتيب، يلمع وجهها الأسمر في الضوء الخافت للقاعة بدموع تنهمر كالسيل من عينين ملأهما نظرة هلع ، كأم فقدت وليدها في قلب إعصار مدمر
بهدوء اقتربت منها محاولا إشعارها بوجودي دون اقتحام خصوصيتها بهمجية، اجتزتها متجها للحائط الشرقي المقابل لمكان الصورة المعلقة، وقفت هناك برهة لا أدرى ما أفعل

استدرت ملاصقا ظهري للحائط، وجلست على الأرض تحت علامة ممنوع التدخين مباشرة، فأصبحت صورة الحائط الغربي أمامي مباشرة ، لا تفصلني عنها سوى كيشة بتمايلها و ترانيمها الكئيبة

لا أدرى كم جلست هكذا محدقا في الصورة.......أغمضت عيناي محاولا استحضار مشاعر كارتر وقت التقاطه لهذه الصورة.......... وقت وقوفه على بعد أمتار قليلة من هذه الطفلة في جنوب السودان....هل كان يفكر في طفلته التى تنتظر عودته للمنزل في جنوب أفريقيا؟.......هل كان يفكر في بشاعة الحروب الأهلية في القارة السمراء؟........أم كان يفكر في قسوة المجاعات و عارها على سائر البشرية؟

أصبحت ترانيم كيشا و بكائها جزء لا يتجزأ من الصورة و كأنها موسيقى تصويرية منطقية لمشهد الصورة التي منحت كارتر
جائزة بوليتزر........أظنها أدركت هذا فأطلقت لنحيبها العنان

اشعلت سيجارتي الرابعة............مغمضا عيناي مرة أخرى......محاولا سماع صوت تصفيق الحضور مختلطا بالموسيقى التقليدية لحفلات استلام الجوائز الأمريكية............ علني رأيته مبتسما ابتسامة غامضة لعدسات زملائه من حوله..........رأيته يداعب طفلته من صباح اليوم التالي لاستلامه الجائزة.......يقلب في الصحف
يقرأ ما كان يخشاه.......ما كان يأرقه........ما كان يقتله منذ عودته من جنوب السودان
تمنى لو أن الزمن أعطاه الفرصة ليعود فيقف هناك مرة أخرى.......بقلبه لا بعدسته.....كإنسان لا كمصور صحفي.... مزقته الفكرة.... فعشقه لعمله و قناعته التامة بأهمية عدسته هي ما جعله يستشعر إنسانيته ...أكان حقا عليه أن يلقى بالة تصويره و يهب لنجدة تلك الطفلة؟ و لكنها واحدة من بين آلاف رآهم هناك....لقد كان يؤدي واجبه......وقد أداه على أكمل وجه.....نقل بشاعة الصورة إلى العالم، عله يتحرك



أكانت تلك القطرة الدافئة التي شعرت بها تسقط على يدي دمعة كارتر؟ أم أنها دمعة سقطت مني سهوا؟

وقفت متجها لكيشا بهدوء......فنظرت لي بابتسامة سمراء جميلة و قالت: فلنذهب من هنا...فطفلتي في انتظاري

جلست بجانب السائق و جلست كيشا في الخلف في طريقنا لمنزلها...كانت العاصفة في أشدها......تكلمت كيشا كثيرا عن المسيح، و كيف أنها رأت الله ...... لا أذكر معظم كلامها فقد كنت وقتها مغمضا عيناي أراقب اللحظات الاخيرة من حياة كارتر، عندما قرر بعد استلامه لجائزته بأسابيع قليلة أن يضع حدا لمعاناته و ألامه بيده.

هنا كان كارتر ، و كانت الطفلة


الطفلة التي بصقت في وجه الإنسانية......والنسر الذي شرب في نخبها

في الذكرى الثالثة عشر لصورة الحائط الغربي، و رحيل المصور الصحفي العالمي أقصد الإنسان كيفن كارتر


ملحوظة: جرعة كابة لابد منها، عشان مننساش احنا مين



الخرطوم في تاريخة


Thursday, July 5, 2007

Day 78: تلخيص الابريز لما خلقتك تلبس في البربريز

ورد في مقدمة كتاب "وصايا الترحال" للعبدلله

و اضرب في الأرض سائحا و هائما و مخيما، اضرب في الأرض و احذرهم
أسد جبلي جائع
دب قطبي غاضب
جمل سوداني مش مستعجل

من الواضح إن العبدلله مقراش المقدمه كويس

انا خلاص في نص الطريق الدائري، يعني قدامي تلت ساعة إن شاء الله كده و أوصل، إتحرك انت كمان عشر دقايق بالظبط، هقابلك قدام باب البنك و نطلع سوا، سلام يا ميزو

ياسلاااام ، متعة فعلا السواقة في الجو ده، هواء نقي منعش، ريحة الأرض بعد يوم كامل من المطر العنيف بتبقى ساحرة بجد، و يا سيدي على مزيكة زياد رحباني و الافكار الجميلة اللي في دماغ الواحد بقالها كام يوم
الاسبوع الأول خلاص بيخلص، عدى بسرعة قوي بصراحة، يمكن عشان لما رجعت من الأجازة لقيت مشاكل كتير جدا مستنياني في الشغل فأخدت كل وقتي، يمكن لأن مودي حلو قوي اليومين دول عشان لسه شاحن البطارية في الأجازة، و يمكن عشان الجو الاسبوع ده كان جديد عليا في السودان
مطر و غيام طول اليوم بكميات تجارية، و انا من عشاق الشتا – اللي هو المطر بس بلهجتي السكندرية العريقة- قمة الاستمتاع الصراحة، هي الميه اللي نازلة ممكن تسلق فيها بيض صحيح بس برضه شتا يعني، و اهو برضه تغيير، كفاية أومليت بقى

الطريق الدائري بيربط المنطقة الصناعية بتقريبا كل حته في الخرطوم، و انا كان ميعادي في وسط المدينة ، بس حبيت اهرب من زحمة مداخل الخرطوم بسبب المطر، فاخذت طريق تاني اطول شوية بس فاضي
هو مكانش فاضي قوي الصراحة

سرعة عادية جدا تتناسب مع حالة الهدوء النسبي اللي انا فيها حاليا، و از فجأة قرر ابن الدزمة يعدي الشارع مرة واحده


أؤمن بالواقعية
أعشق المنطق
و لا أفهم إلا النقاش الموضوعي

انا عارف انك مش هتعرف ترد عليا، لأسباب إحنا الاتنين عارفينها كويس
مش عايزك ترد، بس عايزك كده لما تقعد مع نفسك بالليل، تحاول تسأل نفسك الكام سؤال دول، و خليك صادق مع نفسك في الإجابة، عشان على الأقل تكسب إحترامك لذاتك و كينونتك

أنا ليه عديت الشارع أساسا؟؟؟
في ظل حيز إهتماماتي ،الناحية التانية فرقت إيه عن أم الناحية دي ؟
هو انا ليه بعدي الشارع على أقل من مهلي كده و كأني قايم أدخل حمام بيتنا بالليل؟
هل توقفي عن المشي في نص الشارع و نظرتي بابتسامة بلهاء لمصدر كلاكس العربية اللي كانت جاية عليا دي هو اللي أنقذني من موت أكيد؟
هو فيه علاقة بين الميه اللي على الأرض و صوت الفرملة و دوران العربيات و السيرك القومي؟
هو لما العربية تقعد تلف كده و تخبط في مقطورة راكنه على جنب و انا أكمل مشي عادي كده تبقى قلة زوق مني؟
هو فعلا فيه علاقة بين الديك و بين ابويا زي ما الشخص اللي طلع من العربية المخبوطة دي كان بيقول؟
و أهم من ده كله، هو انا ليه فيه على ضهري سنم؟
هو انا كائن غبي فعلا، ولا دي عنصرية حقيرة من الأخ ده؟


الحمد لله جات سليمة، شوية خدوش و رتوش خفيفة، مع شرخ خفيف جدا في اليد و كره دائم للجمال.

ملحوظة: بما إن دي تاني حادثة سيارة ليا في الخرطوم، و تالت حادثة ليا في شهرين و نص، فقد تأكددت شكوكي أن الشارع العربي في أمس الحاجة إلى إصلاح حقيقي، و سفلته أنضف شوية

الخرطوم في تاريخة

Sunday, June 17, 2007

Day 60:اجازة عشر ايــــــــــــام في حضن الوطن


و اللي سنين هملوكي
جوه الببان سلسلوكي
و حركات و كده
.
ملحوظة: طيارتي كمان أربع ساعات، وحشتيني يا بلد كتك القرف
الخرطوم في تاريخهم

Friday, June 15, 2007

Day 57:خللي السلاح صاحي..صاحي..صاحي

خدلك ســــــــاااااااتررررررر..................فوفوفووووووووووووووووو

لسه فاكر كويس يوم حصولي على الختم البيضاوي........هييييهاااا.......فرحتي بيه كانت لا توصف...و قعدت ايام كل شوية أطلعه من الدرج و ابص عليه عشان اتأكد انه متمسحش ولا حاجة، و الختم البيضاوي للجنس اللطيف اللي محتكوش بيه....هو ختم الإعفاء النهائي من التجنيد.........النهائييييي، و انا اخدته بحكم اني الولد الوحيد ، بس اخدته بعد طلوع الروح
حتى اسبوعين التربية العسكرية بتوع الكلية قضيتهم على قهوة كيخا، يعني باختصار، معلوماتي عن الدفاع العسكري تقريبا زي معلوماتي عن دورة حياة التين البرشومي بالظبط

مكنتش عارف اني هاجي اعيش هنا......كنت عملت حسابي.....فبالفعل تأتي الطبيعة بما لا تشتهي الأمم

بدأ فصل الخريف في السودان، اه و الله الخريف...انا كنت الأول فاكرهم بيهزرو...او بيسموه خريف من باب اختلاف اللهجات يعني، بس طلع الخريف بجد.....حيث العفار و الغبار و الحر و المطر المستمر و اهم من ده كله..........النامووووووووووس


من شهرين و قبل سفري للسودان رحت اطعمت كل انواع التطعيمات اللي في الدنيا...و لكن بحكم ظروفي الصحية الحالية ماكنش ينفع اتطعم ضد الملاريا...عشان التطعيم بتاعها كان كفيل انه يقضي عليا، و تطعيم الملاريا عبارة عن أربع حبات تأخذ عن طريق الفم، فما اخدتهمش

بدأ موسم الناموس، و بدأت اعراض البارانويا تظهر على العبد لله.....فبالنسبة لواحد عايش هنا و مش متطعم ضد الملاريا...أي حاجة بتتحرك حجمها أصغر من كلب الشيواوا بتبقى عدو خارجي كاسر يجب القضاء عليه
نقلت التلفزيون غرفة النوم، جبت تلاجه صغيرة حطيتها هناك، و سخان الشاي الكهربائي، و بقت غرفة النوم هي حصني الحصين، خصوصا ان الغرفة فيها حمام
و كل يوم و بدون أي ملل، بنبه على سماهر – وزيرة النظافة – انها ماتفتحش شباك غرفة النوم و هي بتنضفها، و تقفل الباب وراها و هي داخلة ووهي خارجه منها و ترش القوضه سبع رشات

كنت فاكر ان انواع الحشرات اللي شفتها في بانكوك هي اغرب انواع الحشرات على الاطلاق ، بس السودان نقلتني نقلة نوعية في علم الحشرات، هنا انا شفت حشرات اعجب و اعجب.... حشرات زاحفة..... حشرات طائرة....حشرات بتسحب كرسي و تقعد جنبك...و اخطرهم على الاطلاق...حشرات تبعتلك جوابات تهديد..و تتصل بيك و تقفل السكة

احجام الحشرات هنا غير ادمية بالمره.........توقعها في أي مكان...في أي وقت....أينعم معظمها مش من النوع المؤذي...بس مجرد انك تلاقي حاجة قد الدرفيل داخله عليك و بترعشلك عشان تعدي..دي في حد ذاتها مش تجربة ظريفة بالمرة

شعبيتي في السودان بدأت تقل جدا مع دخول موسم الناموس...درجة تركيزي في أي حوار مع أي حد نزلت النص...اتصال الأعين في الخطاب بقى معدوم تقريبا....معظم حواراتي مع الاخرين دلوقت بقت لا تتعدى التلاتين ثانية...و غالبا بتنتهي بجملة: و الله عيب يا اخ زياد اكون بكلمك و تطلع تجري كده


واد يا عماد..هي الملاريا منتشرة هنا قوي يعني؟-
يضحك-
لأ و حياة أمك...مفيهاش ضحك دي-
يضحك بصوت أعلى-
طب و من نبى النبي نبي يا عماد يا ابن..هي امك اسمها ايه ياله؟ لأكون ملبسك قضية انقلاب على النظام الحاكم و اقول انك بتجيب شوية عيال من الجنوب كل يوم بالليل هنا تعملو اجتماعات سرية
انطق ياد-
ضاحكا: و الله يا سيدي منتشرة كتير ااه، بس في الخرطوم الموضوع مش كتير قوي زي خارج الخرطوم، يعني انا مثلا من ساعة ما جيت الخرطوم من اربع سنين مجاتليش ملاريا من ساعتها
يعني ايه؟ جاتلك قبل ما تيجي يعني؟-
ااه من اربع سنين ، بس خلاص راحت-
واد يا عماد، الملاريا يا حبيبي لما بتيجي ما بتروحش...بتهمد شوية بس..يعني مالهاش علاج و لامؤخذه-
يضحك
انت بتهزر و لا بتتكلم جد؟-
يا استاذ زياد،اكتر من تلات تربع السودان جالها ملاريا.. و خلاص بناخدلها حبتين كل ست ساعات و بعدين حبة كل اسبوع و خلاص بتروح
طب قوم ياد من قدامي السعادي-


ملحوظه: عماد قاعد يخبط على باب البيت من ساعتها، و انا قاعد في القوضه مشغل اغنية صوووت بلادي بينادي بيلالي...ومعليها على الاخر

الخرطوم في تاريخة...و خدلك سااااااتررررررر

Saturday, June 9, 2007

Day 51: أخوكو بيشرفكو


انت بتسطعبط يا اسامه؟ انت لسه نايم؟ طيب خلاص البس انت و انا هعدي اخدك من البيت و نطلع على المطار على طول، عشر دقايق و تكون قدام الباب
اسامه؟

تعتبر مدينة جوبا مركز جنوب السودان و يعتبرها سكان الجنوب عاصمة لهم، وهي تقع على بعد 1200 كم جنوب الخرطوم، يعني شارعين من أوغنده


بعد الحاح طويل أقنعت صديقي السوداني بزيارة جوبا، خططنا للذهاب يوم الأربعاء الماضي و العودة صباح اليوم التالي،و ذلك نظرا لمواعيد رحلات الطيران الداخلي للخطوط السودانيه، الإقلاع في تمام السادسة من صباح الأربعاء و العودة بعد24ساعة، وقد كان

وصلنا المطار في تمام الرابعة والنصف صباحا

يرجى الانتباه.. تعلن الخطوط الجويه الكينيه عن قيام رحلتها رقم 712و المتجهه إلى نيروبي، و على الساده المسافرين التوجه إلى بوابة الخروج رقم 3

يرجى الإنتباه....... لا تعلن الخطوط الجويه السودانيه عن أي شيئ بخصوص رحلتها رقم 102 و اللي بعون الله متجهه إلى جوبا، و على السادة المسافرين .....ههههههههه.....و على الساده المسافرين...ههههه.....وشكرا

في تمام الساعة الثامنة و النصف صباحا وبعد مناقشات وديه استمرت عدة ساعات مع موظفي مكتب الخطوط السودانيه توصل الطرفان إلى ورقة تفاهم مبدئي نصها كما يلي

من باب حرية المعتقد تم الاتفاق على فض الخلاف بين الطرفين مع الاعتراف بحق كل طرف بالتمسك بمعتقده، و قد اتفق الطرفان على ما يلي

أولا: يعتقد الطرف الأول - اللي هو انا- بأن الخطوط الجوية السودانية تتبع مدرسة البرنسيسة في التعامل و الذي ينص على أن البرنسيسة تيجي وقت ما تيجي و تروح وقت ما تروح- برنسيسة بقى ياخوانا- وعلى المتضرر أن يولع في نفسه بجاز وسخ، على أن يكون التوليع بعيدا عن مبنى المطار، و يتحمل العميل تكلفة الجاز، و يحق للعميل تحديد درجة وساخة الجاز حسب تضرره

ثانيا: يعتقد الطرف الثاني - اللي هو هما- بأن الطرف الأول ينتمي لبيئة غيرمأهولة بأي نوع من أنواع الرقي أو الحضارة،و انه ينحدر من سلالة تستخدم حركات غريبة بيديها للتعبير عن رأيها، وأن هذه السلالة تقطن مناطق جبلية شديدة الإرتفاع و البرودة مما تسبب في وجود التهاب حاد مزمن في جيوبهم الأنفيه و الذي يجعلهم يخرجون أصواتا أغرب من أنوفهم

و على فكرة يا أخ حتى لو الرحلة دي ما اتلغت، انت حجزك إتلغى

هأأأأووووووووو ، ده عند أم الهنني


بكرامة و عزة نفس وصلت اسامة بيته و انطلقت إلى المصنع................ خسارة اليوم يتحسب أجازة على الفاضي

صباح الخير يا شباب، معلش انا قلت اجي النهاردة كاجوال بدل الجو الرسمي اللي احنا عايشين فيه ده، انا من رأيي نعمل يوم الأربع يوم الكاجوال الإسبوعي...... إيه رأيكم؟ .........هاه؟..............ألا صحيح حد يعرف من هنا لجوبا بالعربية تاخد قد إيه؟

ملحوظة: لا ينصح لحاملي الجنسية المصرية التواجد في أو قرب مطار الخرطوم حتى عام 2010
تحديث: الملحوظة من ضمن معتقد الطرف الأول الشخصي في البند الأول من اتفاقية التفاهم
الخرطوم في تاريخه بتصفح
Rent A camel.com

Friday, June 1, 2007

Day 45: اسبوع التلات

حقا شعور رائع
يتسرب الضوء على إستحياء إلى غرفة نومك في الصباح الباكر...فتفتح عينيك بتثاقل ناظرا في الساعة، طامعا في خمس دقائق إضافيه من النوم قبل يوم عمل طويل جديد، تتذكر أنه يوم الجمه ، فتبتسم بهدوء وتغلق عينيك محاولا اللحاق بشريط الأحلام المتلاشي
لا يعكر صفو نومك الجميل سوى إنقطاع الكهرباء و بالتالي إنقطاع تتدفق الهواء البارد الجميل من جهاز التكييف، ولكن على كل حال نكتفي بهذا القدر من النوم
الساعة العاشرة صباحا، وقت مناسب لأخذ حمام بارد
إعطني الناي و غنييييييييييييي .....فالغنااااا سر الوجوووووووووووود


النهارده السبت......النهارده السبت.....أنا عندي شغل.....لأ لأ لااااااااااااااااااااااااااااااا
عمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااادإوعى ..فين...البس....معجون السنان...الجزمه.....أوعى...أي...أي....المفتاح...مش لازم كرفته النهارده...إجرى..الساعة عشرة و عشرة و عندي إجتماع مهم الساعة تسعة و نص في المكتب...الطريق تلت ساعة..ممكن ألحق....القميص ده عايز يتكوي...طز، خليك عملي....إجري

الاسبوع اللي فات بدأ بدايه غريبة جدا كانت دليل على إنه إسبوع من إياهم...من الأسابيع اللي كل أيامها تلات
مفيش حاجة مشيت صح....ولا حاجة
السيرفر في المكتب جاتله حالة عبط مكسيكي...و الزميل العزيز المسؤول عن السيرفر في أجازه ،عنده امتحانات بسلامته
الو ،صباح الخير يا أستاذ زياد-
ااه إن شاء الله-
خير فيه إيه؟-
السيرفر واقع و الناس مش عارفه تشتغل-
ضاحكا: ااه مهو بيعمل كده كتير-
الغضب حماقه يا حوريه
انا ضاحكا بغيظ: احنا بقى مش عايزينو يعمل كده تاني-
طيب تمام-
تمام دي إجابه ولا سؤال عشان بس ابقى فاهم-
اااه يعني عايزني اجي؟-
ده لو ميدايقش سعادتك يعني، ولو فيه أي حد في المنطقه اللي انت ساكن فيها عنده دم-
مينفعش تمشوا حالكم لغاية السبت اللي جاي؟-

معرض كيفين كارتر إتلغى..ندوة الشعر العمودي قلبت بغم لما واحد من الحضور جتله أزمه قلبيه..الأمسيه النوبيه باظت عشان الفرقه مجتش
والجو طول الاسبوع شككني في نفسي بجد، بقيت مش عارف انا بتابع أخبار أحداث نهر البارد من باب الوعي بالقضايا العربيه ولا من باب إن الإسم شدني في الحر ده


إنتهى الاسبوع أخيرا الحمد لله من تلت ساعة بالظبط
ربنا يكفيكم شر أسابيع التلات المكرر
ملحوظة: مفيش ملحوظه المره دي على فكره
الخرطوم في تاريخه

Friday, May 25, 2007

Day 38: الجامعة العربية شعبة معسل

صدام كان قائد عظيم ، هو الوحيد اللي قدر يعمل عراق واحد مترابط ، غير إنجازاته العظيمة للشعب العراقي-
غير إنجازاته للإسلام : أعفى أي تاجر يبني مسجدا من الضريبة ، شيد العديد من المعاهد الإسلامية ، أمر بإغلاق الخمارات و أماكن اللهو في العراق ، غير إنه كان يخطب فينا فيقول : أيا أمة الإ
والست الحاجة أخبارها إيه دلوقت؟ مش كويسه الحمد لله؟-
هذا ليس باسلوب حضاري للمناقشة-
لا ألف لا بأس عليها والله -
أنا غلطان إني بحكيلك عن العراق ، بس إنت اللي سألت عن رأيي كعراقي في صدام-
إن شاء الله كباية لمون دافيه ، وتتكلفت و تكن النهارده تصحي الصبح زي الفل -

تبعد قرية سبالوجا حوالي 80 كيلومتر شمال الخرطوم ، و موقعها الجغرافي الفريد يجب أن يضيف لزائريها عمقا جديدا من الإيمانيات : و هو شكر الله على نعمة الأسفلت
دعانا الدكتور أحمد الشايب لرحلة برية نقضي فيها عطلة نهاية الاسبوع – الويك أند للي عارفين نفسهم- في هذا المكان الفريد
كنا خمسة سادسهم كلبهم – و الكلب ده ميركبش معايا العربيه لمؤخذه ، السكه طويله و ده لسه ضاربلو علبة بلوبيف واحنا واقفين- و انطلقنا في السادسة صباحا

سبالوجا قرية رائعة بجد ، أهلها طيبين طيبة تقلقك ، غير ملوثين بأي نوع من أنواع المدنية بمعنى الكلمة ، طبعا مفيش كهربا أساسا ، و بحكم موقعها على النيل فمافيش داعي لوجود شبكة صرف صحي ولا شبكة ميه ، الحاجه الوحيده اللي موجوده هي شبكة الصيد و رعي الغنم ، وطبعا الطريق ليها عبارة عن مدكات في الصحرا لدرجة إننا كان لازم ناخد معانا خضر كدليل علشان منتهش – إصحى يا عم خضر شكلنا دخلنا على أريتريا – مين دول يا عم ، إصحى يا زفت

الجميل في الموضوع إننا كنا من بلاد عربيه مختلفة:
الدكتور أحمد : العراق ، باسل : فلسطين/الأردن ، العلي: البحرين ، طارق: تونس، زياد : مصر و طبعا خضر الدليل : السودان
وتقريبا كلب باسل كان برضه مصري ، رغم إصراره أنه دبرمان بس أنا أكدتله إنه كلب بلدي من صقر قريش في المعادي
يعني باختصار كان ناقصنا عمرو موسى و شوية أعلام

قضينا يوم جميل جدا ما بين شوي و سمر و ضحك ونقاشات سياسية و دينية حادة جدا – العلي شيعي و باسل أحمر من القوطه و أحمد وقف على العربيه و أذن لصلاة الظهر و طارق علماني حتى نخاع اللي جنبه و انا و الكلب من أنصار المم للجميع
جمال عبدالناصر وصدام و الفتنه الكبرى و خيانة العرب و كفر تونس و عمالة مصر والأردن و جسم نانسي عجرم و اللحمة إتحرقت يا عرب
ضحكنا لغاية ما دمعنا ، رقصنا دبكه و غنينا ، شكر خاص للدكتور أحمد على أغنية حايرة ...... قال صدام عاش بطلا و مات شهيدا قال............... ده صوووت؟

شكرا بجد على الأجازة الرائعة دي و أكيد هنكررها قريب بس متبقاش تنسى ماشة الفحم و ابقى إقفل ترمس الشاي كويس وحياة أبوك
قائد عظيم يا داكتور البواسييييييييير؟

ملحوظة: خضر طلب مني أوطي الكاسيت واحنا راجعين
الخرطوم في تاريخه

Saturday, May 19, 2007

Day 32 :حقوق الانسان و الملتيكالتشريزم

أول إمبارح بعد الشغل رحت ندوة عن حقوق الإنسان كنت شفت إعلان صغير جدا عنها في المركز الثقافي البريطاني أول الاسبوع

الندوة كانت في مركز كوتو الثقافي في الخرطوم، و بصراحة انا مجتش عشان اسمع البقين المحفوظين اللي بيتقالوا في معظم ندوات حقوق الإنسان ، لأ جيت علشان أشوف مدى حدود طرح القضايا الساخنة في المجتمع السوداني الشقيق و الخاصه بنفس الموضوع، و اسلوب تناولها و النقاش فيها


أول ساعة و نص كانت الإسطمبا إياها

أولا: مين هوه الإنسان -

ثانيا: نبذة تاريخية تعريفية عن مواثيق و عهود حقوق الإنسان-

ثالثا : ما هي حقوقه كإنسان-

رابعا: ليه مش كسر حقه-


وياريت نلخص عشان القاعة مفتوحة-يعني أوبن اير لبتوع نادي هليوبوليس- و فاضلنا 3 دقايق و نبدأ نطأطأ زي حلة فشار في سينما راديو

القاعة كانت صغيرة و كنا مش كتير، يدوب مانكملش 100 راس ، لاحظت ان الناس كانو مقسمين بعضهم أربع أركان -يمكن بحكم إن كل شله جت مع بعض؟ مش عارف- بس كانو أربع أركان تقريبا : الركن الجنوبي و ركن دارفور و الركن العلماني و الركن الإسلامي و طبعا بحكم إني جيت لوحدي إضطريت أقعد في ركن الطفل


لما خلص الدكتور عمر كلمته فتح باب النقاش ، وبدأت الأسئلة التقليدية ييجي تلت ساعة كمان ، و بعدين يا جماعة؟؟


ما بدهاش بقى ، هات ياد الميكروفون ده


عندي سؤالين : واحد صغير إجابته كبيره و التاني كبير إجابته صغيره

هي حقوق الإنسان تعطى أم تأخذ؟-

في مجتمعات متعدد الثقافات - زي الوطن العربي- مفهوم حقوق الإنسان قد يختلف من ثقافة لثقافة و من عقيدة لعقيدة ، يعني مثلا في جنوب السودان فيه قبائل وثنية و في معتقدها إن من حقها تشرب الخمر حتى لو في وضح النهار، فهل كونهم مواطنين لبلد مسلم و إخضاعهم لأحكام الشريعة الإسلامية يعتبر تعدي على حقوقهم في ظل عهود حقوق الإنسان الدوليه؟ و شكرا


سكوت تام

هوه انا عديت الخط الاحمر ولا إيه؟؟ طب مش حد كان يزغدني و لا حاجة بدل مانا بخبط في الحلل كده...معلش أصلي لسه جديد في السودان و معرفش الحلل مكانها فين بالظبط


ومرة واحده ربنا فرجها و انهالت كمية الاسئلة المتعلقة بشكل مباشر بأوضاع السودان الحالية في ظل ملفي الجنوب و دارفور

صباحو قشطه


اجابات المنصه ، تعقيبات الحضور ، اختلافهم ، صدامهم ، دعاباتهم ....فعلا حاله جميلة جدا من التفاعل الرائع ، بجد مستوى هايل يدل على وعي عالي من الشباب السوداني المثقف بقضايا السودان و ابعاد مشكلته

أي نعم لغاية ما الندوة خلصت ما أخدتش إجابة واضحه على أسئلتي ، و يمكن ده علشان الحوار اتخذ عدة منعطفات مختلفة بعد كده ، يمكن علشان أسلوب الدكتور عمر الشيق جدا و الجديد في الرد بيخلي الكلام يجيب بعضه و يفتح مواضيع كتير ، وقعد الميكروفون يدور بين الأركان السته -بما فيهم المنصة و ركن الطفل طبعا- لغاية اخر الندوه بس استمتعت جدا

الواد اللي هناك ده شبه جون طحن


اتعرفت على ناس كتير من كل الاركان ، سعدت بلقاء الدكتور عمر جدا و لكن كالعادة مازالت معضلة معايير حقوق الانسان العالميه في ظل مجتمعات دينيه و طائفيه و ثقافية مختلفه كما هي بدون ردود منطقيه ترضي جميع الأطراف


ملحوظة: انا مكنتش هكتب النهارده عن الندوة دي ، كنت ناوي أكتب على موقف تاني خالص، بس قريت بوست هايل في مدونة زنزانة فكرني بالموضوع ده فكتبته


الخرطوم في تاريخه الساعة 2:21 فجرا و عندي اجتماع الصبح بدري

Tuesday, May 15, 2007

Day 28: شومباكا

معلقة سكر واحدة وحياتك يا جون
هوه الواد ده مش معبرني كده ليه؟؟

جون أماجيد هو عامل البوفيه للدور العلوي لمبنى الإدارة في مصنعنا ، شاب بشوش الوجه جدا ، يضحك معظم الوقت ، خدوم لأقصى درجه....مع كل الناس إلا أنا!!!! ليه الأسلوب الجاف ده يا عم جون؟

من يوم إستلامه للعمل من أسبوع و هو يتحاشاني تماما!!! يجلب الطلبات لجميع العاملين -من قبل حتى ما يطلبوا- إلا انا، فاضطر للقيام و عمل ما أريد بنفسي، على فكره انا بحب أعمل حاجتي بنفسي بس كان مجنني موقفه الغريب ده

حاولت اهزر معاه كام مرة ، بس على مين....لابس وش الجزمة على طول كل ما يشوفني

و جون من قرية صغيرة تقع جنوب غرب مدينة مالاكال في جنوب السودان، من قبيلة النوير ذات الأصول الأفريقية ، و يتحدث العربية الركيكة جدا بطريقة كوميديه رائعة

تجرأت اليوم فذهبت له في البوفيه، أن أن أاااااااااه
مالك يا عم جون؟ مش طايقني ليه؟ انا عملتلك حاجه زعلتك؟

الواد ده بيبرطم بيقول ايه؟؟ يعني ايه شومباكا؟؟ يعني ايه شومباكا؟؟ انت ولد قليل الأدب على فكره، و مش انا اللي يتقالي شومباكا، ميغركش البدله و الكلام الفارغ ده ، انا من حواري اسكندريه ، و شومباكا ده أرميك منه و انشرك عليه انت و اللي....صباح الخير يا زياد.......انقذك مني بس الأستاذ عمر، لينا كلام تاني يا عم جون و خاف على نفسك بقى و ابقى اقفل عليك الشومباكا كويس بالليل
صباح النور يا عمر باشا ازيك-
مالك؟-
لا ما فيش، الواد جون ده من ساعة ما استلم الشغل و هوه مش طايقني معرفش ليه-
عمر ضاحكا: معلش أصل ليه ابن عم كان من اللي ماتو في ميدان مصطفى محمود من سنتين، فاكر موضوع الاجئين السودانيين و المفوضيه و القصة دي
اه طبعا فاكرها ، و على فكره انا كنت وقتها في السعودية و فاكر كويس جدا اني اتصلت بأختي في مصر و قلتلها بالحرف الوحد: انا فعلا خجلان إني مصري النهارده
يا عم مفيش مشكله، الموضوع مفهوم و خلاص خلص من زمان، واحنا طول عمرنا هنفضل شعب واحد-

بقى كده يا عم جون؟؟ قافش عليا علشان حكومتي عملت حاجه غلط انا برفضها؟؟ ليه كده؟ طب ناقشني بموضوعيه!! طب واجهني!! أي حاجة بدل قلت القيمه دي

ما بدهاش بقى، دخلت لجون وفتحت معاه الموضوع كده خبط لزق ، و تقريبا كان لازم افتح الموضوع لزق بس ، الظاهر حكاية الخبط دي معجبتوش قوي

فيه ايه يا عم جون، ايه النظره دي؟؟ انت جالك كرشة نفس ولا إيه؟ افتحلك الشومباكا يجيب طراوة؟؟ فيه ايه يا عم؟؟ انت هتتحول ولا ايه؟؟

قعدت ييجي نص ساعة أفهم جون أن اللي حصل ده ملهوش أي علاقة بمشاعر و موقف الشعب المصري تجاه الأخوة السودانيين شمالا و جنوبا، و اننا بنحبهم بجد و ان حتى فيه ناس كتير عملت مظاهرات و احتجاجات على المهزلة دي ، و انهم ضموا خامسة على سادته وبعدين رجعوها تاني و انهم بيخططوا ان لو شالوا قالضو مش هيحطوا شاهين و هيحطوا ابن قالضو ، و ان شاهين لو اعترض او عبر عن رأيه هياخد بالجزمه - مش عارف ليه انشكح قوي كده من موضوع قالضو ده؟؟ يمكن قالضو ليه أصول أفريقيه ولا حاجة؟ المهم اقتنع في الاخر

والله مروح النهارده وانا سعيد جدا ان جون خلاص مش زعلان مني ، و اني قدرت اغير فكرة شخص و احد عن مصر، ، خلينا كده ننضف وراكو على طول، زروط الدنيا ولا يهمك يا باشا فيه خمسه و سبعين مليون واحد يلم الزروطه وراك

رايح النهارده المركز الثقافي الفرنسي، عاملين حفله لإحياء ذكرى بوب مارلي ،نو ومان نو كرااي ، نونونو وومان ، نو ومان نو كررااي يا لعبك يا بوب، و نو ووومااان ،،، صلي ...صلي.......صلي

ما تحاسب يا عم و انت سايق، ايه التهور ده؟؟ اما انك راجل شومباكا صحيح





ملحوظة: شومباكا طلع معناها شاي




الخرطوم في تاريخه مع كوباية شومباكا كشري من بتاع زمان ، و نووو وماااان




Thursday, May 10, 2007

Day 23: فليسقط سلسيوس و نظامه المئوي

منذ بضعة أيام كنت في نقاش حاد و صديق سوداني حول موضوع شبه حساس و هو: لماذا يلصق العرب عامة و المصريون خاصة صفة الكسل بالشعب السوداني ظلما و بهتانا؟
كانت حجتي.. التجربة العملية و كيف أن عامل الوقت لا وجود له في معادلات التعامل على كافة المستويات، ابتداء بالمعاملات الشخصية و انتهاء بالمعاملات التجارية، و كيف أن مفهوم مبادئ خدمة العملاء يحتاج إلى إعادة صياغة في ظل غياب هذا العامل من قاموس مقدم الخدمة و العميل على حد سواء
.و كانت حجته بل و جميع ردوده خلال المناقشة جملة واحدة فقط : العامل المناخي للمنطقة
أثارني رده، فقتلت الموضوع بحثا...ابتداء بمن نزلت فيهم الآية 81 من سورة التوبة لتخلفهم عن غزوة تبوك ، مرورا بالعديد من الدراسات الحديثة عن الموقع الجغرافي و المناخ كعاملين مؤثرين في كتابة التاريخ و انتهاء بالطفرة الخليجية المشرفة و التي لولا النفط و القدرة المالية في التغلب على المناخ لما قامت لها قائمة
و توصلت لنتيجة واحدة
فليسقط المقياس المئوي لسلسيوس ، بل فلتسقط جميع المقاييس المستخدمة لقياس الحرارة كالفهرنهيتي و كالفن و الغير مستخدمة كرانكين و رايمور، فقد أغفلت جميعها البعد الإنساني للقياس ، فهي تصلح للمعمل و المختبرات و التجارب العلمية و لكن أثبتت فشلها كجزء من حياتنا اليومية في الصحف و النشرات الجوية
في رأيي أن 22 مئوية و 64 فهرنهيت تعني هراء، لذا يلجأ مذيعونا الكرام لاستخدام مصطلحات مثل: مائل للبرودة ليلا....الخ
و لاحظ أن حالة الجو يختلف مسماها كل خمس درجات مئوية تقريبا، فعلى سبيل المثال يعتبر من 22 مئوية إلى 27 مئوية معتدل و من 27-32 حار أما من 32-37 فيعتبر شديد الحرارة
و من 37-42 تتخذ درجات الحرارة بعدا جديدا تفقد فيه الأرقام مدلولها الإنساني فليس من العدل تصنيفها شديدة الحرارة أيضا!! في رأيي يجب تسمية هذه المنزلة بمنزلة الفرن البلدي
.
أما حالة ما بعد ال 42 مئوية فإن لكل درجة مئوية منزلة و حالة مستقلة بذاتها و هي 8 درجات ب 8 منازل وصولا إلى درجة ال 50 مئوية، و في تصوري يجب تصنيفها كالتالي
.
حالة ال 43 مئوية : الأنتخة: و فيها يضطر الفرد اضطرارا بتقليص نشاطاته لتنظيم عملية حرق السعرات الحرارية و إطلاق الطاقة، للوصول إلى مستوى 1 سعر في الأسبوع إن أمكن و يسمى الفرد في هذه الحالة بالأنتوخ المضطر

حالة ال 44 مئوية : التفخيد : و هي حالة متقدمة من الأنتخة و فيها يلزم الفرد إلزاما بأن يكون جانب فخذه – أعلى الساق- ملاصقا للأرض طوال الوقت و له مطلق الحرية في ممارسة جميع نشاطاته التي لا تتعارض ووضع التفخيد و اللغة المستخدمة في حالة التفخيد عادة ما تقترن بالمشيئة و التسويف

حالة ال 45 مئوية : الفرهدة: و هي حالة متقدمة من التفخيد يضطر الفرد فيها لإلصاق ظهره بالأرض عوضا عن فخذه مع فرد اليدين و فتح الرجلين في وضع أشبه بحرف الإكس اللاتيني أو حرف الحاء التيني و تنحصر الكلمات المتاحة في هذه الحالة في حرف الحاءالتيني- المصاحب أحيانا لحرفي الألف و التاء المربوطة

حالة ال 46 مئوية : الفرفرة : و فيها تنتفض و ترتعش جميع أطراف الفرد مع النظر لأسفل و إهتزاز الرأس يمينا و يسارا بسرعة مع إصدار صيحات متقطعة سريعة تتكون معظمها من حرف الهاء مع مدها كل 45 ثانية و تعتبر حالة الفرفرة في حد ذاتها النشاط الوحيد المتاح في هذه الحالة

حالة ال 47 مئوية : التنوير: و هي قريبة من حالة النيرفانا المعروفة لكهان التبت و فيها يدخل الفرد حالة من السبات و الصلح مع النفس و تعرف هذه الحالة أيضا بمنظور الناقة، و فيها يجلس الفرد كيفما شاء أينما شاء وقتما شاء على أن يكون منور القاعدة و هي قمة حالة التنوير، يتخطى الفرد مرحلة التعبير بالكلام في هذه الحالة و ترتقي أساليب اتصاله و تعبيره إلى درجة الابتسامة مع الرعشة الخفيفة في الجفن الأيمن

حالة ال 48 مئوية : التسقيع: يلجأ الفرد في هذه الحالة إلى عملية فسيولوجية معقدة- لا يضاهيها تعقيدا إلا عملية الإخصاب للخرتيت التنزاني- هي عملية التبريد الذاتي و المسماة بالتسقيع ، و النشاطات المتاحة في هذه الحالة تنحصر في التسقيع العام ، أما الكلمات المتاحة للتعبير فتنحصر في: عينيه حاضر أو انت بس تأمر

حالة ال 49 مئوية : التفويت : و تكون حالة عميقة جدا من التنوير مع طبقات كثيفة من حالات التسقيع تأهل الفرد لحالة تنوير مستديمة حتى و إن ذهب بعدها إلى سيبريا أو الاسكيمو، و هي من أعذب و أجمل حالات الفرد، و له مطلق الحرية في مزاولة أي نشاط يرغب فيه بعدها ، و غالبا ما تكون المخاطبة في هذه الحالة بجمع المخنث السالم ، الله يسلمك ، ملحوظة : قد يصاحب حالة التفويت للمبتدئين خروج طفيف للروح أو طلوع جزئي للملة
.
حالة ال 50 مئوية فما فوقها: الهوبـــــــــا : بينما تقوم مبادئ العلمانية على فصل الدين عن الدولة، تقوم حالة الهوبا على فصل الشيي عن الحاا و إحلال الهس محلهما ، و اللغة المستخدمة عادة ما تكون من قسم ضمير الغائب و المصاحبة في الغالب بذكر المحاسن ، أما النشاطات المتاحة في هذه الحالة فتعتمد اعتماد كلي على أعمال الفرد في فترة ما قبل الهوبا
.
ملحوظة: درجة الحرارة اليوم كانت ما بين التنوير و التسقيع على التوازي و صلي على اللي هيشفع فيك

الخرطوم ، رف التلاجة اللي فوق، في تاريخة

Saturday, May 5, 2007

Just a reminder

Reminder : kill Emad when you see him

Wednesday, May 2, 2007

Day 19: بس هشربها


دواوين و دواوين فعلا مش هتكفي اللي شفته في الكام يوم اللي فاتو، شعب إجتماعي و عشري جدا، اتعرفت على نص السودان تقريبا في الفترة الصغيرة دي، من أول وزير الثقافة و وزير التجارة حتى الست حنان بتاعت عشة الخرفان في سوق الناقة ، و سوق الناقة يعتبرجزء متطرف من سوق ليبيا الكبير و شديد الإزدحام في أم درمان هبقى اكتب عنه بوست كامل بعدين


فعلا استمتعت كتير جدا، ما كانش فيه وقت كتير فاضي بحكم كمية الشغل المرعبة اللي كانت مستنياني علشان المصنع الجديد بس برضه كنت باستخسر انام و كنت بخلص شغل و انزل الف لغاية لما الناس تصحيني في الشوارع
اسكن الان في منطقة الرياض اركويد بالخرطوم، و تعتبر المنطقة من أرقى أماكن العاصمة المثلثة و لكن اللي يمشي على البلد هيمشي عليك انت كمان طبعا، يعني مثلا


صباح الخير يا استاذ زياد ، قالها عماد بابتسامته المعهودة-
صباح الطين البني على الصبح
ضاحكا: ليه كده بس -
من ابسط حقوق المواطن انه يستحمه على الصبح، الميه لونها بني يابني، بني!!!! ما انا سايبها امبارح بالليل كويسه
معلش أصل في تصليحات في الخزان-
و الحل يا عماد؟-
يضحك
أعمل إيه انا بالضحك ده؟-
يضحك
للعلم ، الضحك بالنسبة للشعب السوداني في بعض الأحيان يعتبر إجابة بليغة و كافيه جدا، و في المدة القصيرة التى قضيتها هناحتى الان تعلمت القليل جدا من لغة الضحك، أعتقد أن رد عماد كان: جرى إيه يا عم النضيف عالصبح، انت هتقرفنا ليه، ما انت نازل المصنع كمان نص ساعة و علبال ما توصل للعربيه هتكون عرقتلك اتنين لتر و ابقى سلملي على البادي سبراي يا حبيبي
قلما يمر يوما هنا بدون انقطاع كهربائي أو مشاكل في المياه، بس انا عندي مبدأ في الحياة لن أحيد عنه أبدا
و قلته لجماعة مصريين قابلتهم هنا و زعلو مني!!! مش عارف ليه
من أول ما اتعرفت عليهم وهما هاتك يا شكاوي،،أصل الميه أصل الكهربا،، أصل الجو،،أصل مافيش ولا مول!!!!وكان قاعد معانا شاب سوداني كان باين عليه الإحراج و الإنزعاج من اللي بيقولوه، فقلتلهم: يا جماعه الموضوع بسيط جدا، اللي مش عجباه البلد، يمشي، و اللي مش قادر يقعد في البلد باحترام يبقى أحسنله يمشي،،،إيه بقى العيب في اللي قلته؟ زعلو مني جدا
هبقى أصالحهم لما أشوفهم تاني
تحديث >>لما رجعت البيت علشان اكتب البوست ده، أول ما دخلت من باب الفيلا لقيت عماد بيضحك!!!! الظاهر مش هستحمى
كورنيش النيل الأبيض -20/4/2007 الساعة حبه كويسين كده باليل

Tuesday, May 1, 2007

Day 18:العملاق الأسمر

هو مدير قسم التعبئه في المصنع ، رجل سوداني بسيط
لم أره يوما إلا مبتسما ، و لكن حقا، من هذا الرجل؟؟
كنت في رحلة عمل إلى مصنعنا في الأردن لمدة أربعة أيام، مررت بالقاهرة في ذهابي ومرة أخرى في إيابي،،، إستمتعت جدا في مدينة عمان هذه المرة، كانت زيارة سريعة جدا و لكني إستمتعت بها جدا،، فقد قضيت في هذه المدينة عام و نصف من أغرب مراحل حياتي

إلتقيت بجميع أصدقائي هناك،، ذهبنا إلى جميع أماكني المفضلة و المليئة بالذكريات،،،،،و بالطبع أتممت عملي الذي جئت لأجله

أثناء تواجدي في عمان رأيت على قناة الجزيرة خبر لم يعر له معظم المشاهدون اهتمام، هبوب عواصف رمليه على الخرطوم لم تشهدها البلاد منذ سنوات

وصلت مطار الخرطوم فجر اليوم- أي اليوم التالي للعاصفة الرملية- قادما من عمان عن طريق القاهرة، كان عماد في انتظاري، تحدثنا في الطريق إلى المنزل عن سفرتي و حدثني عن العاصفة الرملية و كم كانت عنيفة و قاسية،،،، لأربع ساعات كانت الخرطوم في حالة شلل تام، سرعة الرياح كانت مخيفة، أظلمت الدنيا تماما من الأتربة، كان يتكلم بإنفعال حتى وجدت نفسي لا إراديا أنظر إلى السماء للتأكد من صفائها

تعرف (.....) ؟ سألني عماد-

أه طبعا ، مش مدير قسم التعبئة؟-
كان ولادو الصغار-ولدين أكبرهم عشرة سنين- راجعين من درس المسجد القريب لما هبت العاصفة فجأة-،راحت الرياح مع صعوبة الرؤية خلتهم يقعو في بير ميه جديد قدام بيت في الحته عمقه 15 متر

لا حول ولا قوة إلا بالله ، و حصلهم إيه يا عماد؟-

الصغير توفى و التاني رجله اتكسرت-

انا لله و انا اليه راجعون ، ربنا يصبر أهله-

ذهبت الى المنزل للإستحمام و تغيير ملابسي و اتجهت الى المصنع، و بعد يوم عمل شاق، اتفقنا على الذهاب إلى (....) لتقديم واجب العزاء

كان العزاء بسيطا بعكس الخزعبلات المصرية التي تربينا عليها، كان عبارة عن فرش من حصير أمام باب البيت و مجموعة من الكراسي البلاستيكية، و لا مقرئ ولا شادر ولا قهوة و أهم حاجة لا ميكروفونات من اللي تحس إنهم معلقينها بس علشان يغيظوك

قام من مجلسه، ليتلقى العزاء عند وصولنا،،،،،،،،نعم كان مبتسما،،،،،،،مبتسما!!!!!!!!!!! ،،،،،،،،،،عانقته،، فقال لي : حمدلله على السلامه انت رجعت من السفر امتى!!!!!! أهي الصدمة؟

البقاء لله، شد حيلك

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي رزقني إياه ، و لكل أجل كتاب

قالها بشموخ وبصلابة، و شعرت أن معنى كلمة صبر تحتاج إلى إعادة صياغة في كل قواميس حياتي

جلسنا و لم أعرف ماذا أقول، فصمت، و تكلم هو،،،،،تكلم عن الحياة و النعم، عن الموت و لقاء الله بقلب سليم،،،،،و الإبتسامة لا تفارق شفتيه،،وإن كانت هناك علامات إنكسار تحاول الوصول إلى وجهه،،و لكن سرعان ما تتكسر و تتحطم و تتلاشى تحت صلابة تلك الإبتسامة الهادئة،،،،،،،،من هذا الرجل؟؟؟ من هذا العملاق؟؟؟

رحم الله ابنك البار و الحقك به في الجنة إن شاء الله

ملحوظة: الصور دي بعتهالي مدير المصنع على الإيميل لإني ما كنتش في الخرطوم يوم العاصفة

الخرطوم في تاريخه












Monday, April 23, 2007

Day 10 :ابن النيل في خدمة الشرطة

النهاردة كان مدير نظم المعلومات لمصنعنا في مصر جايلنا الخرطوم في زيارة سريعة لمساعدتنا في تفعيل برنامج الربط بالشركة الأم، يعني الاتش كيو للمتحذلقين، و بحكم انه مصري و انه ضيف على البلد فقد تتطوعت لإصطحابه معي في طريقي للمصنع ، و قد كان

.

و في طريقنا للمصنع إعترضتنا لجنة تفتيش مرور على أول طريق سوبا ، كانت مكونه من ضابط مرور و 2 من العساكر و كرسي بلاستيكي من بتوع الهلال و النجمة على جانب الطريق

سلام عليكم-

وعليكم السلام معاليك ، أأمر-

الرخص يا ابن النيل ، قالها مبتسما-

و ليه الطلابات المحرجة دي على الصبح؟-

طيب لو سمحت على جنب-

على جنب ليه يا باشا ، طب و بخصوص موضوع ابن النيل ده؟ أومال لو كنت ابن جزمه كنت هتعمل فيه إيه؟

يضحك

في نفس اللحظة يطلب أحد العساكر من السيارات القادمة التوقف، فيتجاهل السائق الطلب و يزيد من سرعته متفاديا العسكري

إطلع وراه بسرعة ، قالها الضابط و هو يفتح باب سيارتي الخلفي و يركب ، و الأستاذ ش يجلس بجانبي غير مصدق ما يحدث

و بأسلوب المعتاد على هذا السيناريو إنطلقت بسرعة وراء السيارة الهاربة

وعلى طريقة أفلام تشاك نوريس اتفادى السيارات منطلقا على الرمال الحمراء بجانب الطريق للوصول أمام السيارة الفارة و أجبرها على الوقوف بعد مطاردة مثيرة ......هوببباااااااااااااااااااااااااا ، رايح فين يا عم براف هارت على الصبح؟

نزل الضابط بسرعة متجها للسائق المتهور معاتبا بغضب ، ياخي انت مجنون ولا شنو؟

طب عايز مني حاجة تانية يا باشا قبل مامشي؟ خمس ترغفه من الفرن ولا حاجة؟-

الضابط ضاحكا : لا شكرا إمشي انت-

.

أحب أنا الأيام اللي تبدأ بشوية إثارة كده

نظرت للأستاذ ش بجانبي ، علشان متقلش إني حرمتك من حاجة بس ، صباحو عسل يا برنس

.

و فعلا كان يوم شيق بعد كده ، شيق جدا




الخرطوم في تاريخه





Thursday, April 19, 2007

Day 6:قديم ولا جديد....واااالا

يعني كام حضرتك -
ربعمية و ثلاثين مليون-
دينار ولا جنيه؟-
لأ، دينار ، يعني يعملوا أربعة مليون و ثلثماية ألف جنية -
قديم ولا جديد؟-
جديد ، يعني أربعة مليار و ثلاثماية مليون جنية قديم-
تهت منك تاني كده-


كنت في البنك النهارده الصبح، و الحوار اللي فوق ده حصل بجد و بنفس الشكل ده، ولوووووب من الأول لساعات و ساعات حكم محسوبك زكي جدا و يفهمها و هي طايره


العملة هنا غاية في الغرابة و ده طبعا نتيجة التضخم الطبيعي للحاجة الساقعة و اللي خطورته على الشعب اكبر بكتير من تضخم البروستاتا


فالعملة في السودان كانت الجنيه السوداني منذ استقلال السودان ، و بعد التضخم المرعب تم طرح عملة جديدة في الأسواق و هي الدينار السوداني و الذي يعادل 10 جنيه سوداني - و هنا كانت الكليتشه- فبدل من طرح عملة تحتوي على مائة وحدة كمعظم عملات العالم أصبح الدينار يعادل 10 جنيه، فما كان من الشعب - بأكمله- الا تجاهل العملة الجديدة و التخاطب بالجنيه القديم في جميع التعاملات النقديه، فاصبح المشتري يرى سعر السلعة بالجنية - مائة جنيه على سبيل المثال- فيعطي البائع ورقة ال 20 دينار و يطلب ال 100 جنيه الباقي فيعطيه البائع 10 دينار


المشكله مش هنا، المشكله العويصه بقى ان التضخم زاد عن حده فلجأت الحكومة الى طرح عملة جديدة و هي الجنيه السوداني الجديد، و صلي على رسول الله، يعني على رجلها تنور على سدرها تنور و سمعني سلام بابا فين؟، و الجنيه السوداني الجديد يعادل 100 دينارأو 1000 جنيه قديم، المعضلة أن السوق بأكمله مازال يتخاطب بالجنيه القديم، فأصبحت أبسط معاملة شراء في السودان لغير المحترفين بيئة خصبة لتكاثر علامات الإستفهام ونظرات البلاهه، زي حوار الطرشان اللي انا لسه عامله الصبح في البنك كده واللي قدرت أطلع منه بإن الجنيه القديم يساوي خماشر دربوكه أسيوطي تقريبا












Saturday, April 14, 2007

Day 1: اسكندراني من بتوع ايوووه

في تالت سلايد هناقش الحد الأدنى لمستوى المخزون و تأثيره على رأس المال العامل وخطورة تمــــــ
مساء الخير، حضرتك تحب لحمة ولا فراخ؟
و خطورة تمويل رأس المال العامل بقروض بدون الـــ ،حضرتك تحب لحمة ولا فراخ؟
أنا أسفه يا فندم صحيتك؟؟ تحب تاكل إيه؟
شكرا مش عايز رديت عليها بابتسامة لموني شويه،- طب حضرتك تحب اجيبلك شاي دلوقت؟- شكرا يا ستي مش عايز, إبتسامتي المره دي كانت مديه على موز،- طيب قهوة؟ لا متشكر مش عايز حاجة خالص، إبتسامتي قلبت برتقاني تقريبا
أغمضت عيناي مرة أخرى محاولا النوم لتكمل المضيفة جولتها الروتينية بكل تفاني و إصرار،- لحمة ولا فراخ؟
جررررررررررررر الصووووووت

سأصل مطار الخرطوم الساعة الخامسة صباحا ليبدأ الإجتماع الساعة الثامنة و النصف- صباحا برضه- لازم انام شويه

كانت السودان من البلاد المصنفة في عقلي في قسم "معنديش فكره الصراحه"، اكتشفت هذه الحقيقة المرة و انا في الطائرة، فقد حاولت استرجاع أي مخزون ثقافي أو تاريخي أو حتى كروي عن السودان من باب الإستعداد للعيش فيها فترة فلم أجد شيئا ......قاتل الله الجهل
لحمة ولا فراخ..........جرررررررررررررر مفيش بيض حضرتك؟

عند فتح باب الطائرة كنت أول المنتظرين، لفحني هواء أفريقيا الجاف الدافئ- إيه الجو ده عالصبح- ليست أول دولة أفريقية أزورها و لكن ستكون أول دولة أفريقية أستقر فيها لفترة تسمح لي بممارسة أجمل هواياتي- الصرمحه في بلاد الله
أقلتنا حافلة صغيرة الى صالة الوصول لاستكمال الإجراءات و استلام الحقائب
كان معظم الركاب من المصريين،أغلبهم وفود لحضور مؤتمرات متعددة أظنها طبية، و بعض الأخوة السودانيون و القليل من الأخوة الخليجيين.
دخلنا صالة الوصول و بدون مبالغة لم نجد أحد، لم يكن هناك مخلوق واحد، كأن المطار مهجور، ولا حتى عامل نظافة أو شيال، إتجهنا الى وحدات ختم الجوازات و بدون خطة مسبقة شكلنا أقدم تشكيل هجومي في التاريخ المصري – وقفنا طابور- و انتظرنا، وصلت الحافلة الثانية ودخل ركابها مشكلين ثلاثة طوابير اخرى أمام وحدات ختم الجوازات، وطال انتظارنا فتعالى صوت سيدة من منتصف الطابور: هوه فيه إيه بالظبط؟
فأجبتها بصوت عالي من أول الطابور: الظاهر إننا جينا في وقت مش مناسب، أظن كان لازم نتصل قبل ما نيجي
تعالت الضحكات و القفشات و الهرج و المرج – شعب مهياس طحن-
ظهر من خلف سور أبيض بلاستيكي في أقصى اليمين ضابط -تبدو عليه أمارات الرتب- و خلفه ثلاث ضباط أقل رتبه إتجهو الى وحدات الختم ليستعدوا لاستقبال الركاب بينما وقف رئيسهم ينظر بتفحص و سأل بخشونه: وين الأخ الظريف؟
برضك الناس معادن، و ماظنش الطوابير اللي تلات تربعها ضاربه بدل عالصبح دي يطلع منهم عيل، الحمد لله محدش عبره، مش عارف ليه افتكرت حصة أستاذ توفيق بتاع العربي
أتممت إجراءات وصولي و إستلمت حقيبتي و اتجهت إلى بوابة الخروج، فرأيته هناك، واقف بيهزر مع عسكري من عساكره
صباح الخير يافندم
صباح النور أهلا نورت السودان يا أخي
منوره بأهلها يا سيدي
على فكره أنا اللي سيادتك كنت بتسأل عليه من شويه
ااااه انت الأخ الظريف
ده بس من ذوق سعادتك
انت منوين يا أخ
إسكندريه
اسكندراني يعني من بتوع ايوووه؟
ضحكنا
،- انا مش عايزك تكون زعلت مني انت عارفنا بنحب نهزر، انا بس كان قصدي لو سيادتك كنت تخلي اتنين عساكر يرشوا شوية ميه و يشغلوا شريط قران كده على الصبح و حضرتك تاخد كرسي و تقعد على باب المطار على الصبح كده يمكن الأمور تمشي أسرع شويه، ينظر بابتسامة مريبة – مشكلتي اني ما بيبانش عليه إني بهزر- فأبادله الإبتسامة سريعا لتأكيد إني بهزر، يطلق ضحكه تهز المطار فاضحك على ردة فعله،- ياخي انتو المصريين عجيبين خلاص
نصيحة لوجه الله: ماتحاولش تستخف دمك وانت داخل على كمين المعادي الجديده بالليل

خرجت من المطار، المطار بسيط جدا ، تحس انك في محطة سيدي جابر سنة 58
لقيت شاب أسمر بضحكة هادية تحسسك انه ابن خالتك جاي يستقبلك في المطار و كان ماسك يافطه عليها شعار شركتنا و إسمي، فإبتسمت له ، - أستاذ زياد؟ - أيوه أنا، - أهلا بيك في السودان يا أستاذي أنا عماد سواق في الشركة، - أهلا بيك يا عماد، -معلش يا استاذ زياد الجو اليوم سخانه شديده خلاص، ابتسم
اتأمل المدينه في طريقنا للفندق و يراودني شعور غريب جدا تجاه هذا البلد، لم أفهمه حتى كتابة هذه السطر

ملحوظة: ظل سؤال يتردد في ذهني طوال فترة إجتماع الصباح،،،،،،،،،،،،،،يا ترى لحمة ولا فراخ؟؟
غرفة 106 ، فندق روتانا، الخرطوم في تاريخه